ملخص كتاب أسرار عقل المليونير ما لن تتعلهه عن النال و الأثراياء في المدرسة " ل تي هارف إيكر"
المقدمة
هل سبق لك أن تساءلت عن سبب تجميع بعض الناس للثروة بسُهُولة؟ بينما البعض الآخر يعاني من الضائقات المالية؟ هل السبب هو التعليم الذى حصلوا عليه، أم ذكاؤهم أم مهاراتُهم أم عاداتُهم أم اختياراتُهم المهنية؟
بالنسبة لهارف إيكر، مؤلف هذا الكتاب، فالإجابة ليست أيًا من ذلك. لأنه انتقل من الصفر إلى أن أصبح مليونيراً في غضون عامين ونصف العام فقط، باستخدام مبادئ أصبحت فيما بعد أساسَ هذا الكتاب. في كتاب "أسرار عقل المليونير"، يخلق هارف نموذجًا يمكن للأشخاص من خلاله إعادةُ برمجة أنفسهم لزيادة أرباحهم بشكل كبير، وبالتالي تجميعِ الثروة.
افهم النموذجَ العقليَ للأموال
كلُ شخص لديه أفكارٌ مُبرمجة دون وعي، يطلق علي هذه الأفكار النماذج العقلية. توجد نماذجُ عقليةُ لكل شيء داخل عقلنا، ومنها نماذجُ للتعامل مع المال. النموذجُ العقليُ الذي نستخدمه للتفكير في المال، ينبعُ من تجارِب طفولتِنا، وهو يوجه سلوكَنا بطريقة تؤثر بشكل مباشر على مقدار الثروة التي سنحصل عليها في المستقبل، فبعضنا مُبرمج من أجل الثروة، بينما البعضُ الآخر مبرمجٌ من أجل الفقر. وَفقا لمؤلف هذا الكتاب، أن دخلَ الفرد يبقى في المستوى الذي حدده عقلُهُ في مرحلة الطفولة. لكن لماذا؟
يعملُ العقلُ الباطنُ لدى الشخص على تنظيم قدرته لتجميع الثروة؛ حيث يُشْبِهُ بشكل كبير ترموستات الحرارة. إذا تم ضبط المؤشر على وضعٍ منخفضٍ جدا، وكسبَ هذا الشخص بعضَ الأموال الإضافية، فسوف ينفقها. وإذا تم ضبط الترموستات على قيمة مرتفعة، كما هو الحال بالنسبة لشخص غني، حتي لو خَسِرَ هذا الشخصُ المال، فسيتم استرداده بسرعة.
لذلك، نحن بحاجة إلى فَهم كيفيةِ عملِ أنماط تفكيرنا، حتى نتمكنَ من التعديل عليها وإعادة تشكيلها. فالأشياء التي سمعناها من آبائنا عن المال عندما كنا أطفالًا، تبقى في أذهاننا، وتشكل أفكارَنَا.
الأسرُ يكون لديها إما نهجا إيجابيًا أو سلبيًا عن المال. هل تتذكر والدَك عندما كان يقول أن "المال لا ينمو على الأشجار؟" أو أن "المال لا يَشتري السعادة؟" هذه هي النُهُجُ السلبية. عند سماعك هذه العبارات، قد يكون حدث لك أمرٌ من اثنين: إما أن تكون اتفقت معها واقتنعت بهذا الرأي القائل أن المالَ نادرٌ، أو ربما تكون اختلفت معها. إذا كنت قد وافقت عليها، فأنت مبرمجٌ لأن تكون فقيرًا.
من المهم الانفصالُ عن النماذج السلبية تلك، فعندما يتعلمُ الناسُ النماذج الإيجابية، وتعزز الأسرُ ذلك قائلة: إن الأموال هي وسيلةٌ للوصول إلى الأشياءِ والفوزِ بها، سيميلُ الأشخاص إلى كسب الأموال بسُهُولة. وسيكون لديهم دافع أقوى كي يكونوا أحرارًا مُستقلين.
قبل تغيير طريقة تفكيرك، قم بتقييم كلِ شيء
يمكنك تغييرَ النموذجِ العقلي لأموالك بعمل التالي؛ خطوتُك الأولى هي فَهم من أين تأتي مفاهيمُك المالية. قم بتحليل برامجك العقلية، ولاحظ دور النماذج وما قاله لك والداك عن المال وأنت صغير. حلل إذا كنت ما تزال تعيش بالمفاهيم ذاتها. من المهم أيضًا تحليلُ وضعك المالي. هل أنت مَدين؟ هل لديك ما يكفي من المال في البنك؟ افهم أيضًا الاستثمارات الناجحة وغيرَ الناجحة التي قمت بها في حياتك. لماذا كسَبْت؟ ولماذا خَسِرت؟
بمجرد فهم الحيل التي يلعبها عقلُك عليك، يأتي وقت التغلب عليها. أنت تحتاج إلى إعادة تأهيل عقلك للتفكير خلافًا لهذه المعتقدات السلبية. أنت بحاجة إلى إعادة برمجة كلِ ما يُشير إلى الفقر، استبدل معتقداتك السلبيةَ القديمة بمعتقدات إيجابيةٍ جديدة. وأعمل على تعزيز النماذجِ الجديدة كلَ يوم في ذهنك من خلال التكرار.
كرر كي تنتصر
إذا كنت ترغب في إصلاح نموذجك العقلي للثروة، فأنت بحاجة إلى تكرار معتقداتك الجديدة باستمرار وبصوت عالٍ. انظر إلى المرآة وقل:" لديّ عقل المليون دولار"، أو قل: "كلما زادت الأموال التي أُجْنِيها، ستُنْتِج هذه الأموالُ أموالًا اضافية”. تدريجيًا ستندمج هذه المعتقدات الجديدة في حياتك اليومية، وسيتم استبدالُ النموذج العقلي الخاص بك. عليك بجعل هذا التمرين روتينًا يوميًا لك.
بالإضافة إلى تعزيزِ الاعتقادات بهذه الطريقة، عليك أيضًا إنشاءُ عادات إيجابية لبناء الثروة.
إذا رأيت مُنتجًا وترغب في الحصول عليه، فأنت عادة تشتريه، أليس كذلك؟ في هذه المواقف، من الضروري التروي وفَهمُ ما إذا كنت تحتاجُ حقًا إلى هذا المنتج، أم تبحث فقط عن سعادة مؤقتة.
أيضًا، إذا كنت مَدينًا، على سبيل المثال، يجب عليك أن تؤكدَ لنفسك لفظيًا أن شراء هذا المنتج لن يؤدي إلا إلى زيادة الديون. التأكيدُ اللفظي هو الطريقة الأكثرَ فعاليةٍ لكبح جِماح نفسك ولإعادة برمجة عقلك.
كن سيدَ مصيرِك
أحدُ أهم المعتقدات بالنسبة لأولئك الذين يريدون الثراء، هي معرفة أنك -وحدَك- تسيطرُ على مصيرك وليس الآخرون. ثروتك لا تعتمد على العالم ولا على رئيسك ولا على وظيفتك، إنها تعتمد عليك.
الأغنياء يسيطرون على حياتهم، في حين تسيطر البنوك وغيرُها على ثروات الفقراء. فكر في الأمر، من برأيك يشتري تذاكر اليانصيب؟ بالطبع الفقراء، فالأثرياء يعرفون أن المال -الذي يسيطرون عليه- استثمارُه أفضلُ بكثير من توجيه لشراء اليانصيب و رميه تحت رحمة الحظ.
طالما أنك لا تدرك أنك أنت الشخص الذي يقرر نجاحك المالي، فلن يتغير شيء، وستظل فقيرًا. استئصل تفكيرَ الضحيةِ من عقلك، سجل كل ما تنفقه وتستثمره كي تعلم لماذا لم يكن هذا الخَيار جيداً، وافهم لماذا لم ينجح ذلك. هل تشتري أكثر من اللازم؟ هل اتخذت خيارات سيئة؟ بدلاً من الشكوى، ركز على ما يمكنك تغييرَه. توقف عن الشراء. واختر بعناية أين ستنفق أموالك.
كن إيجابيًا
يعتقدُ الفقراء أن الثراء يمنعك من أن تكون شخصًا جيدًا. في نموذجهم العقلي، يعتقدون أن الأثرياء محظوظون، وهم ليسوا أشخاصًا طيبين.
الناس الذين يفكرون هكذا، سيخافون من الثراء. فهم يعتقدون أن الثروة ستحولهم إلى أشخاص سيئين. ومن يرى من هذا المنظور، لا بد أن لا يصبحَ غنياً. هؤلاء الناس يغلقون الباب على أنفسهم. لتجميع الثروة، عليك التغلبَ على أي نوع من هذه الاعتقادات. الأغنياء ليسوا أناسًا سيئين. إنهم ينظرون إلى المال بشكل مختلف. هم على استعداد لاغتنام الفرص وتحمل المخاطر التي تنطوي على فرص كبيرة.
لتصبح غنيا حقا، يجب أن تعرف الأثرياء، تحبَهم بإخلاص، وتُعجَب بهم. أي شخص يحسد الأثرياء أو لا يثق بهم، سيواجه صعوبة في الحصول على نظرة إيجابية عن المال. أيضًا، يمكن للأثرياء أن يكونوا مستشارين لمساعدتك في الوصول، فبعد كل شيء، لقد حققوا بالفعل كلَ ما تريده.
كرس حياتك لذلك
لتصبح غنيا، يجب عليك أن تريد ذلك حقا. لا يكفي أن تحلُم به، بل يجب أن ترغب فيه بقوة وأن تتخذ إجراءات تجاهه. وهذا يعني أنه لابد من التضحية، والعملِ الجاد لساعات طويلة. الثروة الحقيقية ورائها التزام حقيقي. أنت تحتاج إلى تحدي نفسك وتحتاج إلى النمو والتطور. من الضروري أيضاً الدراسةُ المالية وفهمُ قِصَصِ الأثرياء، ومعرفةُ كيف أصبحوا كذلك. كلما زادت معرفتك بعالم المال، كلما أصبح من السهل أن تكون ثريًا.
قد يبدأ التزامك المالي من خلال عمل جديد، أو شراكة جديدة، ولكن من المهم أن تتخذ الخطوة الأولى. نعم، يمكن أن يأتي الحظ، ولكن إذا لم تبدأ ولم تحاول، فلن يكون لديك أيُ فرصة. اختر مِنطقة لاستكشافها بشغف وفضول، أدخل الصناعة التي تحبها، وأفهم أولا، كيف تعمل، خذ دروسك منها وعندها تستطيع رسمَ صورة آفضل للفرص المتاحة.
ارفع سقف أهدافك
إذا كنت تريد أن تصبح غنيا، فأنت بحاجة إلى أهداف صعبة. فبينما يريد الفقراء دفع الفواتير، يريد المليونيرات أن يكونوا من أصحاب المليارات. هذه الرغبات ستتجسد في النتائج.
إذا كنت ستبدأ مشروعًا تِجاريًا، فكر في شيء يؤثر على الآلاف أو ملايين أو مليارات الأشخاص. أيضًا، إذا كنت ترغب في إنشاء مشروع تجاري، فاختر عملًا لا يعتمد على وقتك. إذا كنت طبيبًا، على سبيل المثال، فلن يوجد لديك سوى عددٍ محدودٍ من المرضى يمكن لهم الحضورْ كلَّ يوم. أنت تحتاج إلى شيء أكبر بنفس حجم حلمك؛ إذا رَبِحْتَ المال مقابل وقتك، فأنت في ورطة، لأن الوقت مَورِدٌ نادر. بدلاً من العمل كطبيب، في هذه الحالة، تتمثل طريقة التفكير الغنية في إنشاء شبكة من العيادات لخدمة الآلاف من الأشخاص، وليس فقط العشرات.
خذ المال مأخذ الجَد
مجرد كسبِ المال لن يكفي إذا كنت تريد أن تصبح غنيا. أنت تحتاج إلى تجميعه، وهذا يتطلب الانضباط والذكاء. فالراتب الكبير لن يُجلِب لك الثروة بمفرده.
حلل قيمة كلِ ما تَملكه؛ هذه ثروتك. يجب أن تركز على تنمية هذه القيمة. لهذا، أنت تحتاج إلى خطة مالية تحقق التوازن بين الإيرادات والنفقات.
إذا كنت تواجه مشكلة في إنشاء خُطة، فلا تتردد بشأن استئجار مستشار مالي لمساعدتك. النقطة المهمة الأخرى هي الحصولُ على مصدر دخل كسول، أي قنواتِ إيرادات تحقق أرباحًا ثابتة من دون تواجدِك. يمكن أن تأتي هذه المصادر من الاستثمارات في الأسهم أو صناديق الاستثمار أو حتى الإيجارات. لكي تكون غنيًا، يجب أن تعرف كيف تجعلَ أموالَك تكسب دائمًا بطريقة كسولة.
نقطة أخرى مهمة، وجه 10٪ فقط من دخلك للكماليات والملذات. هكذا، لن تُضيِّع المال وستحافظ على الحد الأدنى لتَكلِفةِ المعيشة. لن تصبح ثريًا، إذا كنت تضيع أموالك على مشتريات تجلب الإشباع الفوري. يجب على المرء أن يحرم نفسه من المكاسب قصيرة الأجل ويركز على المكاسب طويلة الأجل.
حافظ على احترام عالٍ للذات
لكي تكون غنيًا، أنت بحاجة إلى تقييم نفسك ومعرفةِ مقدارِ ما تستحقه. لا يميل الفقراء إلى الإيمان بأنفسهم، وهذا بالطبع يؤدي إلى مزيد من الفقر. عندما تعرف قيمتك الحقيقية، فأنت ستعلم كيفية الترويجِ لها والترويجِ لأفكاركِ وأيضاً الترويجِ لعملك.
بالإضافة إلى معرفة قيمتك، يجب أن تكون قادرًا على القيادة. أنت كقائد، ينبغي عليك أن تجد المتابعين وستنجح فقط إذا كنت تؤمن بأفكارك وتعرف كيفية بيعها. لاكتشاف قيمةِ أفكارك وبيعها لأشخاص آخرين، يجب عليك اكتشافَ نقاطِ قوتك واستخدامَها لصالحك. ولكي تشعر بأنك جزء من عالم الأثرياء وتنمي احترامك لذاتك، أنت بحاجة إلى أن تحيط نفسك بالثروة. من الضروري حضور نفس الأماكن التي يحضرُها الأثرياء واعتبر نفسك تستحق ذلك. اذهب للمطاعم باهظة الثمن، انضم الى نادي مدينتك، اشعر بما يشعر به الأثرياء، لتنمية تقييمك لذاتك. فبعد كل شيء، إذا كنت لا تؤمن بقيمتك الحقيقية، فلن تكون قادرًا على جعل الناس يؤمنون بها.
ملاحظات ختامية
تعتمد طريقة تفكيرك في المال والثروة على المعتقدات التي تم برمجتك عليها، عندما كنتَ طفلاً. أنت تحتاج إلى فهم كيفية تكوين النموذج العقلي، وتحتاج أن تعمل على تطويره باستمرار إذا كنت تريد أن تصبح غنيًا. أيضًا يجب عليك دائمًا إعادة تأكيد التزامك بأهدافك وبذلَ قصارى جَهْدك لتحقيقها.
0 comments
إرسال تعليق