ملخص كتاب كفاحي ل" أدأدولف هتلر"

ملخص كتاب كفاحي ل" أدأدولف هتلر"



المقدمة
كفاحي، هو كتابٌ سياسي، بدأ هتلر بتأليفِهِ بعد دخولِهِ السِجنَ، بسبب انقلابٍ فاشلٍ، قام به مع حزبِهِ النازي، في مُحاولةٍ للسيطرة على السلطةِ في ألمانيا.
يعتبرُ الكتابُ مزيجًا بين السيرةِ الذاتيةِ والشرح التفصيلي، للنظرية النازية التي كلفت العالمَ أرواحَ ٤٠ مليون إنسان.
تقومُ النازيةُ على التعصبِ للعرق والدَمِ الآري، وأيضًا تتبنى الفكرَ التوسعيَ الاستعماري، والرغبةَ في جعلِ الشعبِ الألماني، يحكمُ أوروبا ومن ثمَّ العالم، باعتبارهم الجِنسَ المُتفوق، كما تسخطُ النظريةُ على الماركسيةِ واليهود، وكلِّ ما َيمُت لهم بصلة.

لمحةٌ عن هتلر
ولد أدولف هتلر في ١٨٨٩م، بالإمبراطورية النِمساوية المجرية، لأبٍّ كان يعملُ موظفًا بالجمارك.
كان هتلر منذُ نعومةِ أظفاره مُتمردًا، فقد رفض الطريقةَ التقليدية للتسلسلِ الوظيفي، وتمردَ على أبيهِ الذي أرادهُ أن يحذوَ حَذوَه، ويكونَ موظفًا بالجمارك. 
أثناءَ شبابه، عمِلَ هتلر بالرسمِ والبناءِ الهندسي، وخلال هذه الفترة، بدأت أفكارٌ قوميةٌ شعوبيةٌ جُرمانيةٌ في السيطرة عليه، جاعلةً ولاءهُ لألمانيا فقط، وليس للملكية النِمساوية. 
كان هتلر يحلُمُ بإنقاذِ ألمانيا من أعدائها؛ فانخرطَ بالعملِ السياسي مع مجموعة من الأشخاص، الذين يشاركونه أفكاره، وبدأ يَحْضرُ اجتماعاتِ ما يمكن تسميتُهُ نَواةَ الحزبِ الاجتماعيِ الثوري، الحزبُ الذي غيّرَ اسمَهُ بعد ذلك، إلى حزبِ العُمّالِ الألماني الاشتراكي الوطني، ويتم اختصارُ الاسمِ باللغةِ الألمانية إلى “الحزبِ النازي”.
هتلر كان يرى أن اليهودَ أعداءً للجنس الآري، وألقى عليهم اللومَ في هزيمةِ الجيش الألماني، أثناء الحرب العالمية الأولى، ومن ثمَّ، اتهمَ اليهودَ بجريمةِ التسببِ في ضياعِ أهدافِ ألمانيا الاستعمارية، وكذلك بالتسببِ في المشكلاتِ الاقتصادية، التي ترتبت على ذلك.
نقَمَ هتلر على اليهودِ تكالُبَهُم لجمعِ المالِ بالسُبِلِ المُلتوية، كانوا برأيه يستثمرون بالترويجِ للدِعَارةِ والإتجار بالرقيق الأبيض؛ لذا رأى أنهم العائقَ والسببَ الأكبر لكلِ الشرور، ورأي أن التخلصَ منهم، هو من الأمور اللازمة لجعل ألمانيا دولة أفضل.

حزبُ العمال القومي الاشتراكي الألماني
بدأ التحولُ الحقيقيُ لأيديولوجيات هتلر بالصورة التي نعرفُها عنه الآن، بعد استسلامِ ألمانيا في الحرب، واعتَبرَ أنّ ذلك يمثلُ خيانةً و “طعنة في الظهر” من الحُكَّام المدنيين. كانت معاهدةُ فرساي التي وقعها الألمان، والتي تُعدُّ الوثيقةَ الرسمية لانتهاء الحربِ العالمية الأولى، تحملُ شروطاً شديدةَ الإجحاف لألمانيا؛ حيث تضمنت إجباراً لألمانيا على الاعتراف بمسؤوليتها عن اندلاع الحرب، وألزمَتْها بدفع تعويضاتٍ ماليةٍ كبيرة، وخَسِرَتِ الدولةُ بموجبها 12.5% من مساحتها و12% من سكانها. أيضًا، ألغت المعاهدةُ التجنيد الإجباري، ونصّت على ألا يزيدَ عددُ الجيشِ الألماني على مئةِ ألفِ جندي. كانت هذه المعاهدةُ تحديداً هي الدافعَ الرئيسيَّ لكلِ ما فعلَهُ هتلر في السنواتِ اللاحقة.
سعى هتلر للاستيلاءِ على الحكومة بانقلاب عسكري فاشل في عام 1923، وحُكِمَ عليه بالسِجن بعدها.
بعد أن خرجَ هتلر من السِجن، قرّرَ أن يتخذَ الطريقَ السياسي للوصول للسلطة، فأعادَ إنشاءَ الحزبِ النازي، الذي كان قد تمَّ حظرُه، بعد الانقلابِ الفاشل. وتدرّجَ في صفوفِهِ ليصبحَ زعيمَهُ فيما بعد، لِمَا تمتّعَ به من مَهَاراتٍ تَنظيمية، وقدرةٍ على الخِطابة.
جعل هتلر الدِعايةَ بسيطة مَفهومةً لعمومِ الشعب، وخصوصًا أنّ حزبَهُ كان يتوجهُ بالحديثِ لطبقة العمال، ولم يسعَ لجذبِ الطبقة البُرجوازية.
تحت شعار "سنردُ بعنفٍ على كلِ من يُحاولُ إرهابنا بالعنف"، مجّدَ حِزبُ العمالِ القومي الاشتراكي القوة، واعتبرَ أن التعصبَ هو أحدُ الأفكارِ التي يريدُ تَرسيخَها بين صفوفِ حزبه؛ لأنها السبيلُ الأمثلُ لنشر أفكارِ الحزب؛ حيث أنه لن يقفَ شيءٌ في وجهِه حينئذ؛ فأقسى الظروفِ وأصعبُ الاختباراتِ لن تزيدَ الأتباعَ المُتعصبين سوى إصرارٍ وعزيمةٍ، على حماية الحزبِ والدفاع عنه. 

مبادئُ حزب هتلر
على الرُغم من أن الصحفَ البُرجوازية، كانت تنشرُ أكثرَ من ٣ ملايين نُسخةٍ يوميًا، إلا أنها لم يكن لديها شيءٌ جديدٌ تقدمُهُ للناس؛ وبالتالي فعمَلُهُم لم يكن كافيًا لمنعِ الناسِ من الالتفافِ، حول الحركاتِ المُناهضة للبُرجوازية؛ كالحركةِ التي كان حِزبُ هتلر يقودُها. تلك الحركةُ كانت تعادي الديمقراطية والساميةَ والشيوعيةَ، واستطاعت أن تُلهِبَ صدورَ الناس، وتُثيرَ حماسَهُم، بعد أن تمكنت من تنظيمِ عقدِ الاجتماعاتِ بشكلٍ دوريٍ ومستمر.
اعتبر هتلر أن أساسَ السلطة، القوةُ والشعبية، وبأنه يجبُ أن يتواجدَ كِلا هذين المكونين معًا؛ لضمانِ الاستقرارِ والسلامةِ والبقاء.
أيضًا، كانت العنصريةُ قاعدةَ رئيسيةً لأفكارِ هتلر؛ فكان يَنْقِمُ ويُدينُ بشدةٍ اختلاطَ الأعراق، وبالأحرى، اختلاطَ العرقِ الآري المتفوقِ، وتدنيسِهِ بأي عرقٍ آخر.
كان يرى أنه يتحتمُ على الدولة، أن تجعلَ العِرْقَ مِحورَ حياةِ الجماعة، ساهرةً على بقاءهِ نقيًا، وعليها أن تجعلَ من الوَلَدِ أثمنَ ما فى حوزة الشعب، وأن تحصُرَ حق التناسُلِ بالأصحاءِ فقط. بل يجب أن تُعلِنَ أن التزواجَ بين المرضى وذوي العاهات، هو فعلٌ مُنكر، وأن أنبلَ عملٍ يُقدمهُ ذوي العاهات، هو عدمُ التناسل. وبنفسِ الوقت، يجبُ على الدولةِ أن تُعاقِبَ كلّ من يتمتعُ بصحةٍ جيدة، ويستعملُ طريقةً لمنعِ الحمل. كان يرى أنه يجبُ على الدولة أن تتدخل؛ فتدخُلُهَا هذا لمصلحةِ الشعب ومُستقبلِه.

مبادئُ دولة هتلر
كان هتلر يرى أن البرلمانات، ما هي إلا مجالسَ استشارية لا أكثر، ويعتبرُ أن دولتَهُ ستجعلُ على رأسِ إصلاحاتِهَا الأساسية، تمكينَ الصَفْوَّةِ من السيطرةِ وأخذِ القرار، بينما ليس من الضروري أن يكونَ كلُّ اتباعِ الدولة، يُدركون ويَعرفون التفاصيلَ والمبادئ السياسية داخل الدولة، فقط يكفي وجودُ تلكَ الصَفوة، وأما بقيةُ الشعب؛ فيجبُ أن يُؤمنوا بأهميةِ وقُدْسِيّةِ هذه الصَفوة.
بعد أن استطاعَ هتلر إحكامَ سيطرتِهِ على السُلطةِ السياسيةِ بشكلٍ كامل، اتجهَ لإصلاحِ البلادِ داخلياً؛ حيث أشرفَ على واحدةٍ من أكبر التوسعاتِ في مجالِ الإنتاج الصناعي، والتطويراتِ المدنيةِ في تاريخ ألمانيا، والتي أوصلتِ البلادَ لنسبة بطالة 0%، كما أنه أشرفَ على واحدةٍ من أكبرِ حَمْلاتِ تطويرِ البِنيةِ التحتية، في التاريخ الألماني، وبدأ بعد ذلك بَرنامَجَ إعادةِ تسلُّحٍ سِري، خارقاً بذلك معاهدة فرساي. كما عمِلَ على إرساءِ دعائمِ نظامٍ، تحكُمُهُ نزعةٌ شُموليّةٌ وديكتاتورية، وانتهجَ سياسةً خَارجية، لها هدفٌ مُعلن، وهو الاستيلاءُ على ما أسماهُ بالمَجَالِ الحيوي؛ ويُقصدُ به السيطرةُ على مناطقَ مُعينة؛ لتأمين الوجودِ لألمانيا النازية، وضمانِ رَخائِهَا الاقتصادي.

استراتيجاتُ الدولةِ النازيةِ للوُصُولِ لأهدافِها
 كان هتلر يمتدحُ علانيةً التُراثَ المَسيحيَّ والحضارةَ المَسيحيةَ الألمانية، وأعربَ عن اعتقادهِ في أن المسيحَ كان ينتمي للجنسِ الآري؛ لأنه كان يُحاربُ اليهود. وفي خُطَبِهِ وتَصريحاتِه، تحدّثَ هتلر عن نظرتِهِ للمَسيحية، باعتبارِها دافعًا مُحوريًا لمعاداتِه للسامية. بحسَبِ المؤرخين؛ كان هدفُ هذا التصريحِ الإيجابي حولَ المَسيحية، جذبَ الناخبين المسيحيين الألمان، ولا يُعبِّرُ عن مُعتقداتِ هتلر الحقيقية. أما تصريحاتُهُ الخاصةُ التي نقلَهَا عنه أصدقاؤه المقربون، تُظْهِرُ هتلر مُنتقِدًآ المَسيحيةَ التقلدية.
 كان هتلر يؤكد على أن المُنازعاتِ التي تحمل الشعبَ الآري على التناحُر، يجب أن تنتهي؛ فيقول بأن الكاثوليك والبروتستانت الألمان نَسُوا عدوّهُم المشتركَ الداخلي - أي اليهود- الذي يُغذيَ النزعةَ الانفصاليةَ بين ألمانِ الجنوب وألمانِ الشَّمَالِ، ويدفعُهُم لتلك المُصادمات الدامية، ويعيشُ عالةً عليهم ويدبرُ لهم المؤامرات، ويلطخُ دمّهَم الآري، ونَسُوا أيضًا أعداءَ الخارجِ من الإنجليزِ الذين يكرهون رؤية ألمانيا تتقدمُ وتنمو وتزدهر، والروسُ والفرنسيون الذين يريدون أن تختفي ألمانيا من خريطة أوروبا والعالم، ويُقسّمون العالمَ فيما بينهم، ساخرين من مشاكل ألمانيا الداخلية.

التوسُّعُ والدفاع عن النفس
رأي هتلر أن حُدودَ الدول من صنع البشر، وتبديلَهَا يتمُ على أيدى بشر؛ وذلك باستخدامِ القوةِ التي اعتبرَهَا السبيلَ الوحيدَ لتصفيةِ الحساب مع فرنسا وروسيا، كان يرى أن الذين يملِكون زمامَ تلك الدول، استغلوا غفلة القدر؛ لينقضوا على دولةٍ جبّارةٍ كبيرةٍ كألمانيا، وأنهم لا ينظرون إلى ألمانيا كدولةٍ حليفة، يمكن التعاونُ معها؛ بل كضحيةٍ جديدة، سينقضون عليها حين تَسنحُ لهم الفرصةُ المقبلة.
واعتبر أن رأيَ الساسةِ البُورجوازيين بأنّ سياسةَ ألمانيا الخارجية، يجب أن تقتصرَ على إعادةِ حدود 1914م، هو ما يُريدُهُ أعداؤها؛ حيث يقول: "نحن الألمان نُجافي المنطقَ ونُكذّبُ التاريخ، بمحاولتنا إقناعَ أنفسِنَا بأن التوسعَ على حساب الآخرين، عملٌ غيرُ مشروع؛ فحقُ الشعبِ بإحراز أراضٍ جديدة، يستحيلُ واجبًا مُقدسًا، عندما يضيقُ الإطارُ الوطنيُ بمن في داخله، ويوشِكُونَ أن يُهلكوا اختناقا”
وأكد هتلر بأن ألمانيا يجب أن تعودَ دولةً عُظمى، لها دورُها على المسرح العالمي كما كانت طِيلة قُرون، وبأن نشاطَ شعبِ ألمانيا، هو جزءٌ لا يتجزأ من التاريخ العالمي.

ملاحظاتٌ ختامية
بحلول أوائل عام 1945، أدرك هتلر أن ألمانيا ستخسرُ الحرب. كان السوفييت قد دفعوا الجيشَ الألماني إلى العودة إلى أوروبا الغربية، وكان الحلفاء يتقدمون إلى ألمانيا من جهة الغرب.
مدفوعًا بالهزيمةِ والخوفِ من الوقوع في أيدي قوات العدو، أقدم هتلر وزوجتُهُ على الانتحار، بعد يومٍ واحدٍ فقط من زفافهما. وبعد سبعةِ أيامٍ من وفاته، أعلنت ألمانيا الاستسلام.

0 comments

إرسال تعليق