عقلية الفقراء ضد عقلية الأغنياء ملخص كتاب الأب الغني و الأب الفقير

تعلّم من الخبراء واجعل المال يعمل لصالحك

يتوَّهم كثيرٌ من الناس في عالمنا اليوم، أنه كي تصبح ثريًا، فإن ذلك يتطلب الحصولَ على دخل مرتفع ودائم!، ومما لاشك فيه أنهم مخطئون في ذلك، فكتاب "الأب الغني والأب الفقير" يكذّب هذه الأسطورة، ويوضح كيف يستطيع المرءُ أن يتحكم في حياته المالية، من خلال تعلمِ التمويل الشخصي ومعرفة السمات العامة للأثرياء. يدفعك مؤلفو هذا الكتاب الأكثر مبيعًا للتفكير خارج الصندوق وتغيير رأيك بشأن المال.

يحتاج الأطفال إلى التعليم المالي

إن قلّة التعليم المالي في المدارس للأطفال يجعل منهم مستقبلًا مديرين فاشلين ماليًا. غالبًا ما يحمل المراهقون بطاقات ائتمان وهواتفَ محمولة وأشياءَ أخرى، وهم لا يعلمون شيئًا عن الإنفاق المفرط أو ادّخار الأموال وطرق استثمارها، أو حتى تجنّب الديون وإدارتها. في الغالب يتلقّى الأطفال التعليم المالي من آبائهم، ولكن معظم الآباءِ غيرُ مؤهّلين لذلك، لأنهم يكونون من الآباء الفقراء الذين يكافحون من أجل دفع النفقات ويواجهون تحديات مالية.

يكون للآباء الأثرياء والآباء الفقراء مواقف مختلفة تجاه المال، يعتقد الأب الغني أن فَهم كيفية عمل المال، يجعل المالَ يعمل نيابةً عنك، وهو يشجع أطفاله على أن يكونوا رجال أعمال، وأن يتحملوا المخاطر ويديروها، يُعلمِّهم أيضا أن يدافعوا عن الاستقلال المالي ولا يعتمدوا على صاحب العمل أو الحكومة، للحصول على الحماية المالية. وأن يُشكّلوا حياتِهم وَفق أفكارِهم وأفعالهم، ويشجّعهم دائما على التفكير في المال وعدم قَبُول وضعهم المالي.

تخلّص من خوفِك وابدأ بالمخاطرة

يفضّل الفقراء والطبقة المتوسطة اختيار طرق أكثر أمانًا، وشغلَ الوظائف والاستقرارَ فيها، حتى لا يضطروا إلى المخاطرة. وهناك سببان لذلك هما: الخوفُ والجشعُ. فالخوف من أننا سنتوقف عن كسب المال إذا تركنا وظائفنا، يجعلنا نستمر فيها، حتى عندما نكره ما نفعله. فنحن فى حياتنا نكسب المال من عملنا ثم ندفع الفواتير وننفق ما نكسبُه. إن ما نشتريه يمنحُنا فرحًا مؤقتًا. لكى نربح أكثر ونشتري أشياءَ غالية الثمن، نقبل وظائف بأجور مرتفعة، ودورةُ الربحِ والأجورِ والإنفاقِ مستمرةٌ لا تنتهي.

المال يحكم حياتِنا ويتحكّم في عواطفنا، وعندما نناضل للتخلّص من العواطف فى اتخاذ القرار، يهيمن علينا الخوف والجشع، فنصبح محاصَرين دائمًا في "نموذج الموظف". وفي النهاية، نلوم رؤسائنا على مصاعبنا الاقتصادية بدلًا من أن نتحمل المسؤولية من أجل رفاهيّتنا المالية.

إن النظرة الخاطئة للأموال تجبرنا على التفكير قصير المدى، لكن الحقيقة الأساسية هي أن الأغنياء لم يصبحوا أغنياء فقط بالعمل الجاد، ولكن لأنهم سعوا أيضًا إلى إيجاد فرص في كل مكان، حتى لو كان ذلك يعني العمل مجانًا. نحن بحاجة إلى وضع الخوف والجشع جانبًا. لهذا، قم بالتفكير كرجل أعمال وليس كموظف، واستكشف طرقًا جديدة لكسب المال.

المعرفة المالية

مع وجود الكثير من الصعود والهبوط الاقتصادي، يمكن للمعرفة المالية فقط الحفاظَ على أموالنا آمنةً. حيث أن المعرفة المالية تمكننا من تحديد فرص الاستثمار، بدلًا من تبنّي عقليات غيرِ مرنة، نتجنب فيها المخاطرة.

ليس ما يَهُمُ كم تكسب؟، ولكن كم تدخره للمستقبل، والسؤال الأكثرُ أهمية هو: كم عددُ الأصولِ والخصومِ التي لديك؟ إن الأصولَ هي أيُ شيء يُدِرُّ المال، والخصومَ هي الأشياء التي تقوم بإنفاقه.

يشتري الأثرياء الأصول، بينما الطبقةُ المتوسطةُ غالبًا ما تشتري الخصومَ التي يعتقدون أنها أصول.

إذا كنت تعتقد أن منزلك أحدُ الأصول، فَكِّرْ مرة أخرى. فالمنزل ينفق الكثير من المال بالطرق التالية: دَينُ الرهن العقاري؛ الضرائب الباهظة؛ الخسائر الناجمة عن انخفاض قيمته.

الأصلُ هو أيُ شيء يُجلبُ لنا المزيد من الأموال دون أن يحتاج منا أيَّ مجهود، مثلَ الأسهم والسندات، وأيضًا عوائدِ الملكية الفكرية وصناديق الاستثمار المشتركة. لكي نكون أغنياء، نحتاج إلى شراء الأصول لأنها توفر لنا مجموعة من الدخل، الذي يمكننا استخدامُه لكسب المزيد من الأصول التي تنتج المال.

ركز على بناء الأصول الثابتة

في اجتماع جامعي سأل راي كروك، صاحب ماكدونالدز الطلاب: هل تعرفون ما هو مَجَال عملي؟ أجاب الطلاب أنه من الواضح أنه يبيع الهامبرجر. فقام راي كروك بتصحيح ذلك، قائلًا أن عمله الأساسي هو الصفقات العقارية. فماكدونالدز واحدة من أكبر مالكي العقارات في العالم. وقد جعلت الأصولُ العقاريةُ لسلسلةِ المطاعم -كروك- مليونيرا.

مهنتنا تختلف عن أعمالنا. يعمل معظمنا - في مهن - لكسب المال الذي لن يدوم طويلًا، بينما نتجاهل أعمالنا التي تتعلق بأصولنا وليس دخلنا، مع أن الأصولَ هي القادرة على جعل أعمالنا تنمو دون أن نحتاج إلى أن نعمل.

يجب أن نركز على تطوير الأصولِ الثابتة، مثل: الأسهم، والعقارات، وصناديق الاستثمار المشتركة، والسندات الإذنية. ويجب تشجيع الشبابِ الذين ما زالوا يعيشون مع والديهم على تعزيز أصولهم قبل مغادرتهم المنزلَ والبدءَ في العيش بمفردهم. سيساعدهم ذلك على النجاة من الأزمات المالية المستقبلية عندما يقررون شراءَ منزلٍ أو الزواج.

من الأفضل اختيارُ الأصولِ التي نحبها وتتناسب مع شخصيتنا ومصالحنا. ويجب أن نكون حريصين على عدم إنفاق الأموال على أشياءَ غيرِ ضرورية، قبل أن نصبح أغنياء، ولكن ننتظر حتى تكسبَ أصولُنا أموالًا كافية.

القيمة هي قيمة عقلك وليست قيمةُ المال

إذا لم يكن لدينا الشجاعةُ، فحتى معرفتَنا التِــقْـنِيّة، لن تكونَ قادرةَ على مساعدتِنا في تعظيم ثروتنا. فلكي تتجنبَ القلقَ من المخاطر، يجب عليك التركيزُ على دراسة الموارد المالية. هذا يفتحُ لك العديدَ من الخَيارات، ويساعدك على خلق فرصِك الخاصةِ بدلًا من انتظارها.

لقد ساعد العقلُ وليس رأسُ المال العديدَ من الناس على كسب الملايين باستخدام الاستراتيجيات المالية الذكية. فأذهاننا هي أعظم رصيد لدينا، يمكن أن يؤدي استخدامُها لزيادة معرفتنا المالية إلى توليد العديد من فرص الربح، مثلِ شراء عقار أثناء أزمة في سوق العقارات - في وقت يخشى فيه الجميع من الاستثمار فيه - وبيعه في الوقت المناسب بأرباح كبيرة. يمكننا أيضًا تطبيقَ معرفتِنا المالية لإدارة المخاطر بكفاءة.

المستثمر الذي يبني محفظته الخاصة بنفسه، هو أقرب إلى أن يصبح ثريًا من المستثمر الذي يشتري حزم الاستثمار. لكي نكون مستثمرين ناجحين، يجب علينا معرفةُ الفرص التي أهملها الآخرون؛ ومن أجل ذلك اعمل مع أشخاص أكثر ذكاءً منك واختر الموجهين بحكمة.

وأيضًا، تنمية مهارات التواصل يمكن أن تساعدَنا في إدارة الأفراد والأنظمة والمال بكفاءة أكبر. لذلك، ينبغي أن يعمل الشباب لتعلم مهارات جديدة يمكنهم تطبيقها. إن الانتقال من وظيفة إلى أخرى يوفر فرصَ تعلم أفضل، يمكن أن توسع مهاراتنا وتزيدَ من إمكانياتنا في الكسب، بشكل أفضل من التخصص في مَجال واحد، والعملِ مدى الحياةِ في وظيفةٍ واحدةٍ والقيامِ بنفسِ الشيء كلَّ يوم.

المواقف التي تمنعنا من الثراء

الأسباب الخمسة التي تمنع الأشخاص الأذكياء ماليًا من بناء الأصول، هي الخوف والسخرية والكسل والعادات السيئة والغطرسة.

• الأثرياء فقدوا بالفعل المال في مرحلة ما من حياتهم. لذلك، أفضل طريقة لمواجهة الخوف من خسارة المال هي البدء مبكرًا والتخطيط.

• يجب أن نتوقف عن الشك في جميع الفرص الاستثمارية لأننا نخاطر بفقدان فرص كبيرة.

• يمكننا القضاء على الكسل والجشع بأن نسأل أنفسنا عمّا سنفعله بما سنكسبه.

• الأثرياء يدفعون لأنفسهم أولًا، لأن ذلك يجبرهم على إيجاد طرق مبتكرة لكسب دخل إضافي ودفع فواتيرهم. هذه عادة أفضل من أن يدفعوا للدائنين أولًا

• لا يعرف أغلب الناس الكثير عن المال، ودائمًا ما يستخدمون الغطرسة لإخفاء ذلك الجهل. من الأفضل أن تكون متواضعًا وأن تتعلم عن المال بدلًا من التظاهر بمعرفة كل شيء.

عظّم أرباحك

هذه عشر خطوات لإيقاظ العبقري المالي الذي بداخلك:

• حدد الأسباب التي تجعلك تريد أن تصبح غنيًا، وما لم تعد ترغب في فعله، مثلِ عدم الرغبة في أن تكون موظفًا لشخص ما، واستخدم هذه الأسباب لتحفيزك على الاستمرار في المحاولة.

• اختر كيف تريد استخدام كل قرش تكسبه. الخيارات التي تحددها ستحدد ما إذا كنت ستكون غنيًا أم فقيرًا أم ذا دخل متوسط

• يعد الوقت والتعليم عنصرين مهمين. فكلُ يوم هو فرصة للحصول على مزيد من المعرفة المالية، لذلك استخدم وقتك بشكل مثمر لإيجاد فرص جديدة لكسب المال أو لاكتساب مهارات مالية.

• تأكد من أن التعليم المالي الخاص بك لديه نهج متعدد التخصصات. لا تحاول أن تتعلم صيغة ما؛ يجب أن تبحث عن استراتيجيات لإنجاز مَهمتك بشكل أسرع، أو استراتيجيات تساعدك على إجراء تعديلات سريعة عندما تتغير قواعد اللعبة.

• لبناء أصول جيدة، يجب أن تكون مسؤولًا ماليًا وتقوم بتطوير الانضباط الذاتي لتجنب الديون الضخمة. إذا واجهت ديونًا، فلا ينبغي عليك سدادُها من استثماراتك أو مُدّخرَاتِك، ولكن عليك التعاملَ معها كتحدٍ لتوليد أموالٍ أكثر.

• ابحث عن الوسطاء واتخاذ قرارات مدروسة. إعرف ما إذا كانوا مستثمرين أيضًا؛ إذا لم يكن الأمر كذلك، تجنب توظيفهم، حيث قد لا تكون لديهم خبرةٌ كافيةٌ لإرشادك. الوسطاء الأذكياء سيساعدونك على أن تكون غنيًا، لذا عليك أن تدفع لهم جيدًا.

• عندما تفكر في الاستثمار في أحد الأصول، اسأل نفسك: كم من الوقت سيُستغرقُ لاسترداد أموالك.

• استخدم رغبتك في شراء سلع فاخرة كحافز لإيجاد طرق جديدة لشراء الأصول. واستخدم عائدَ هذه الأصول في الحصول على السلع.

• كن كريمًا مع وقتك وثروتك، وحُبُك سيضمن لك قانون المعاملةِ بالمثل، أن أي شخص تساعده سوف يساعدك عندما تحتاج إليه.

• فكر بشكل كبير، واستثمر في فرص كبيرة بدلاً من البحث عن الفرص الصغيرة. وكن جريئًا وتصرف بسرعة

ملاحظات ختامية

نحن نعتمد على مهنتنا في الحصول على المال، واستخدامِه لدفعِ الفواتير، أو شراءِ منزلٍ أو الإنفاقِ على أشياءَ زائدةٍ عن الحاجةِ من وقت لآخر. ولذلك لا عجب من أن معظمَنا ليسوا أغنياء. فالغني يركز على بناء الأصول، والتي يستخدمها لجلب المزيد من الأصول. يجب أن تهدُفَ إلى الحصول على المزيد من الأصول وليس مجردِ راتبٍ أعلى.

لتجميع الأصول، نحتاج إلى الاستثمار بحكمة. وقبل القيامِ بذلك، تحتاجُ إلى أن تكون ذكيًا ماليًا، الأمر الذي قد يكون معقدًا للغاية، لأن المدارس لا تزودنا بتعليم مالي، وحتى أكثرَ المِهْـنيين الأذكياء لا يعرفون سوى القليلِ عن المال. لذلك يجب أن تبدأ في فَهْمِ الأساسيات وتحديثِ معرفتِك الماليةِ، من خلال الكتبِ والدروس والتفاعل مع الأشخاص الذين كسَبوا المال.

تقبّلْ أن بعضَ الأخطاءِ أمرٌ لا مفرَ منه، وكن منفتحًا على تعلّم أشياء جديدة وتحسين مهاراتِك التسويقية. ادفع لنفسك أولًا لتشعر بالإلهام وابحث عن طرق جديدة لجلب أموال إضافية. لا تترددْ في محاولة اتخاذ إجراءات سريعة لعدم تفويت الفرص.