ملخص كتاب المال و إتقان اللعبة الأسرار التي يخفيها الأغنياء لتوني روبنز
المقدمة
يقدم توني روبنز – مؤلف هذا الكتاب – 7 خطواتٍ بسيطة، تهدِفُ للسيطرةِ على موضوعٍ شائِك، لطالما يحاوِلُ مُعظمُنا السيطرةَ عليه، وهو التمويلُ الشخصي. استندَ الكتابُ إلى بُحوثٍ ومُقابلاتٍ مع أكثرَ من مئةٍ خبير، من خبراء المالِ في العالم. ويهدِفُ إلى مساعدتِنَا على تحقيقِ الحُريّةِ المالية، وحمايةِ أموالِنا، في ظل الأسواقِ التنافسية. كما يهدِفُ أيضًا لجعلِ المفاهيمِ الماليةِ المُعقدة، أكثرَ بساطة، حتى تكونَ سَهلةَ الفَهم. كما أنّه سيساعدك على التخطيط من أجلِ تقاعُدٍ أسرع، وأكثرِ فائدة.
خصِّص جُزءًا من المال للادخار والاستثمار
الخُطوةُ الأولى للاستقلال المالي، هي ادخارُ المبلغِ الذي تريدُ الاستثمارَ فيه. بالرُغم من بساطة هذا القرار، إلا أنه صعبٌ أيضًا؛ حيثُ أنَّ الادخارَ يجعلُكَ تتخلى عن نَمَطِ حياتِكَ الحالي، أو نَمَطِ حياةٍ قد تراهُ أكثرَ مُتعة. كأن تتخلى عن شراءِ مَنزلٍ كبيرٍ، أو سيارةِ أحلامِك مثلًا،
على المدى القصير، قد تكون هذه الأمورُ أكثرَ إمتاعًا بكثيرٍ من الادخار. لكن على المدى الطويل، فالأمرُ يستحقُ. التوفيرُ والاستثمارُ سيصلون بك إلى الأمانِ المالي، وهذا سيساعدك على النوم بشكل أكثرَ عُمقًا وهُدوءًا. أيضًا أنت مَدينٌ لنفسك ولعائلتك بالاستعداد للمستقبل كي تحميَهُم من أي عواصِفَ مُحتمَلَة.
أريدُ أن الفِتَ انتباهَك إلي أنه في غضون 25 أو 30 عامًا القادمة، سيتجاوزُ مُتوسطُ عمرِ البشر المتوقَع 100 عام. إذا كان توفيرُ المالِ والحياةِ المالية، صعبةً الآن، تخيّل كيف سيكون شكلُ التقاعُدِ في المستقبل! يجبُ أن تبدأ بالتخطيطِ لتقاعُدِكَ بأسرعِ وقت ممكن.
النقطةُ المُهمة الأخرى، لا تتوقع الكثيرَ من التقاعِدِ التقليدي، ولا تعتمدْ عليه. حالاتُ التقاعد، كما نعرفها اليوم، قد لا تكون موجودة في المستقبل غير البعيد.
إذا كنت تعتقدُ أن العملَ لمدة 40 عامًا، سيضمن حريتَكَ المالية لمدة 40 عامًا أخرى، فقد حان الوقتُ للتفكيرِ بشكل مختلف. التقاعدُ التقليديُ من وجهة نظرٍ استثمارية، سيجعلك أكثر فقرًا مع مرور الوقت.
إنشاءُ مَصدرٍ للدخل مدى الحياة
لا أحاولُ أن أجعلَكَ تَشعرُ باليأسِ، والتفكيرِ في أنه سيكونُ من الضروري العملُ حتى الموت. ما أُريدُ أن أشاركَهُ معك، هو أنه من المهم أن تكونَ على دِرايةٍ بالواقع الجديد.
فكرةُ الحُصُولِ على الأمانِ المالي، تتلخّصُ بالانتقالِ تدريجياً من العمل الوظيفي التقليدي، إلى العملِ لحسابِك. ثم الانتقالِ إلى فِكرةِ البَدءِ بتأسيسِ مَشروعٍ، يُحققُ بعضَ الدخلِ لتستثمرَه. ولكى يتحققَ ذلك، يتطلبُ أن يكونَ لديك ما يُعرفُ بالذكاءِ المالي، وهو ليسَ المقصودُ به مقدارُ المالِ الذي تَجنيه، بل المال الذي تدّخِرُه، وإلى أي مدى يعملُ هذا المالُ لأجلِك.
لتحققِ الحريةِ والأمان المالى، يجبُ عليك التركيزُ على الاستثماراتِ، التي تولِّدُ الدخلَ بصفة مستمرة. بمعنى أنَّ المالَ يَعملُ نيابةً عنك ويولّدُ لك دخلَكَ الحالي. فإذا اشترى شخصٌ ما منزلاً وقام بتأجيره، كنوعٍ من الاستثمار، وكان الإيجارُ الذي يحصُلُ عليه، تزيدُ قيمتُهُ على نفقاتِ تشغيلِ العَقَار، يُصبحُ العَقَارُ مصدرَ الدخلِ فى هذه الحالة، من درجاتِ الأمانِ المالي.
عليك التفكيرُ بهذه الطريقة. أن تصِلَ إلى استثماراتٍ ماليةٍ، تُساهِمُ في تحقيقِ دخلٍ يتساوى أو يتجاوزُ مصاريفَكَ الحياتية.
هناك قاعدةٌ يستخدمُها الراغِبون في الوصولِ إلى الحريةِ المالية، تُسمى قاعدة ال٤٪ . هذه المعادلةُ تَعني أنك تحتاجُ إلى استثماراتٍ آمنة، تُحقّقُ سنوياً ما لا يقلُ عن 4%، من الأرباحِ التي تُغطي مَصاريفَك السنوية. بحيث يمكن لهذه الاستثماراتِ المالية، أن تَستمرَ لفترةٍ، تَكفيكَ طيلةَ حياتك.
فكِّرْ في سوقِ الاستثمار، والمعاشاتِ التقاعدية، والضمانِ الاجتماعيِ، باعتبارهم لُعْبة. للفوز في هذه اللُّعبةِ، أنت تحتاجُ لمعرفةِ كيفيةِ استخدامِ البِطاقاتِ الصحيحة، والقيامِ بأفضلِ الحركاتِ الممكنة. لذلك عليك التعلُّمُ ودراسةُ الموضوع جيدًا قبلَ البَدء.
اللُّعبةُ يجبُ أن تكونَ للفوز
النجاحُ الماليُّ الحقيقي، يأتي في خمسة مستويات:
1. الأمنِ المالي
2. الحيويةِ المالية
3. الاستقلالِ المالي
4. الحريةِ المالية
5. الحريةِ المالية المُطلقة
بغض النظرِ عن مرحلةِ النجاحِ الماليِ، الذي تُريدُ الوصولَ إليها، تستطيعُ تسريعَ تحرُّكِكَ بتطبيقِ ٤ استراتيجياتٍ عملية:
1. توفيرِ المزيدِ من المال واستثمارِ الفَرْق.
يكتُبُ السيد موني موستاش Money Mustache، وهو مُدوِّنٌ في مَجَالِ التمويلِ الشخصي: ”إنه من خلال توفير نصفِ دخلهِ وحفاظِهِ على تكلِفَةٍ مَعيشيةٍ مُنخفضةٍ، واستثمارِ الأموالِ الإضافية، استطاعَ أن يتقاعَدَ في سنِّ الثلاثين، مما جَعَلَهُ يعيشُ هو وزوجتُهُ وابنُهُ حياةً خاليةً من المخاوفِ المالية، مع ما يكفي من الوقتِ لقضائِهِ مع العائلة.
إذا وجدتَ صُعوبةَ في تصديقِ مُدونٍ عشوائيٍ على الإنترنت، فإن المليارديرَ الراحلَ السيد جون تيمبلتون، اتّبَعَ نفس المبدأ.
2. كَسْبِ المزيدِ من المال واستثمار الفرق.
ماذا ستفعلُ بزيادة راتِبِك، أو مكافأةِ نِهاية العام، أو الهَديةِ التي أعطتْهَا لكَ جَدَّتُك في سن الثالثة عشرة؟ إذا تلقيت دخلاً إضافيًا، ففكِّرْ في استثماره كُلِّهِ أو جُزءٍ منه، بهدف حريتِكَ المالية.
خطِّطْ لاستثمارِ 100 ٪ من جميع الزياداتِ في الرواتب والمكافآت، وما إلى ذلك
3. تعظيمِ مُعدّلِ العائدِ على الاستثمارات الخاصة بك.
عن طريق تنويعِ أنشطةِ الاستثمارِ الخاصةِ بك، والتركيزِ على الاستثمارِ في الأصولِ، للتَجَنّبَ الخسائر.
4. تغييرِ نَمَطِ حياتِكَ واستثمارِ الفرْق.
بكم تعيشُ في المكان الذي تعيشُ فيه الآن؟ كم ستكونُ تكلِفَةُ إقامتِكَ في مكانٍ آخر، مع مُحافظتك على نفس مُستوى المعيشة؟ قد يكون من الرائعِ العيش في نيويورك. ولكن كم تُنفقُ مُقابلَ ذلك؟ بالانتقال إلى مدينة أصغر، يمكنك بسُهولة توفيرُ من 10-15٪ سنويًا من النفقات، واستثمارُ الفرْقِ والتقاعدُ بشكل أسرع.
تعلّمْ أن تضعَ المالَ في المكان المناسب
إنّ توزيعَ الأصول، هو مِفتاحُ الاستثمارِ الناجح، والسبيلُ الوحيدُ للوصولِ إليه، هو تنويع حقيبَتِك.
يتعلق هذا المبدأُ بوضعِ الأموالِ في فِئاتِ أُصولٍ مُختلفة، وغيرِ مُرتبطةٍ ببعضها.
قد تقول : "أنا فعليًا أعملُ على تنويعِ أعمالي، فأنا أستثمرُ في العديدِ من الأسهُم"
هذا جيد! ولكن ماذا لو كان سُوقُ الأسهُمِ كلُّهُ مُجردَ فُقَّاعة؟ سينتهى أمرُك!
توزيعُ الأصولِ يتجاوزُ مُجردَ امتلاكِ الكثيرِ من الأسهم. هو يتعلقُ بامتلاكِ الكثيرِ من الفِئَاتِ غيرِ المُرتبطة: الأسهمِ المحلية، والأسهمِ الدولية، وأسهمِ الأسواقِ الناشئة، والسندات، والعَقَارات، والخزائنِ، والسلعِ، وما إلى ذلك.
بهذه الطريقة، إذا خَسِرَ أحدٌ املاكَك، فلن تفقِدَ كُلُّ شيء.
فَهْمُ استراتيجيةِ جميعِ المواسم
المستثمرُ الأسطوريُ رِي داليو، يقول أنَّ هنالك أربعةَ مَواسمَ اقتصادية، تُحرِّكُ أسعارَ الأُصول، وهي التضخمُ، الانكماشُ، ارتفاعُ النمو الاقصادي و تراجعُ النمو الاقتصادي. وبِنَاءً على ذلك، فإنّ كلّ أصلٍ من الأُصولِ، يُنتِجُ عائدًا استثماريًا مُربِحًا في فصل مختلف.
إليك بعضُ الأمثلةِ على الأُصولِ التي تُنتِجُ أرباحًا في مواسمَ معينة.
التضخم: السلعُ الأساسية والذهبُ، والأوراق المالية المَحميةُ من التضخم
الانكماش: سنداتُ الخزينة والأسهم
ارتفاع النمو الاقتصادي: الأسهمُ وسنداتُ الشركات والسلعُ الأساسية والذهب
تراجعُ النموِ الاقتصادي: سنداتُ الخزينة والأوراقُ المالية المحمية من التضخم
ولأنّ لا أحدَ يستطيعُ التنبوءَ بالمستقبل، يقترحُ داليو أن تستثمرَ أصولَكَ بالتساوي، على كل موسم اقتصادي:
25٪ للتضخم
25٪ للانكماش
25٪ للنمو الاقتصادي المتزايد
25٪ لتراجع النمو الاقتصادي.
يقول داليو، نحن بحاجة لتقسيم محفظتِنا كالتالي:
30٪ في الأسهم، و 15٪ في سندات قريبة الأجل (وهي من سبع إلى عشر سنوات)، و 40٪ في سندات طويلة الأجل (وهي من 20 إلى 25 سنة).
وباقي المحفظة يُقسّم كالتالي: 7.5٪ في الذهب و 7.5٪ في السلع.
وفي النهاية لا تنس أن تقومَ بإعادة موازنة المحفظةِ، على الأقلِ مرّةً واحدة كلَّ عام.
استثمر مثل الملياردير
لكتابه هذا الكتاب، أجرى توني مقابلاتٍ مع بعض المليونيرات والمليارديرات، ومن خلال هذه المقابلات، جمع أربعة مبادئ:
1. لا تخسرِ المال.
يشتهرُ "وارن بافِيت" بقاعدتين استثماريتين: (1) لا تخسر المال (2) لا تنسَ أبدًا القاعدة الأولى.
إذا كنت تتجنب ببساطةٍ خَسَارة المال، فستحصلُ في النهاية على المزيد منه بمرور الوقت.
إن مقدارَ ما تحتفظُ به، أكثرُ أهميةٍ من المبلغِ الذي تَجنيه. حتى لو بدأت بلا شيء، فسينتهي بك الأمرُ بشيءٍ لو كنتَ صَبورًا.
2. ابحث عن مُخاطرة أو مكافأة غير متماثلة.
ليست كلُّ الاستثماراتِ مَحفوفةٌ بالمخاطر، ولا يتعينُ عليك المراهنةُ بكلِّ شيءٍ، على طريق محفوف بالمخاطر. قراراتُ الاستثمارِ البطيئةِ والبسيطةِ والمحسوبةِ، تفوزُ في النهاية.
3. توقَعِ الكوارث ونوِّعِ استثماراتك.
فجميعُ الاستثماراتِ تنطوي على درجةٍ من المخاطر، مهما كانت، لذا عليكَ أن تُنَوِّعَ استثماراتِك.
4. لا تتوقف عن التعلُّم.
أنجحُ الناسِ في العالم، يستمرون في التعلُّمِ بِلا هَوَادة لبقية حياتهم. هم يعرِفُون أن اكتسابَ المعرفة، أمرٌ حاسِمٌ لنموهِمُ الشخصي والمِهْني.
كلما حَصُلْتَ على المعرفة، كان ذلك أفضلَ لك. لذا، عليك تحدي نفسَكَ يوميًا لتعلُّمِ شيءٍ جديد، وبمرور الوقتِ ستندهشُ من مدى ما وصلتَ إليه.
ملاحظاتٌ خِتامية
تذكر، أن المعرفةَ ليست قوةً، لكنها قوةٌ مُحتملة. كما أنها ليست إتقاناً، بل التنفيذ هو الإتقان، فالتنفيذُ يَهزِمُ المَعرفة يومًا بعد يوم.
أيضًا، قبل أن تتحدثَ، استَمِع. قبلَ أن تكتُبَ، فكِّرْ. قبلَ أن تُنفِقَ المال، اكسَبْه. قبل أن تستثمرَ أموالَك، اُدْرُسْ الأمرَ جيداً. قبل أن تَنتقِد، تمهّل. قبل أن تتقاعد، ادخر. قبل أن تموت، اعْط.
أخيرًا، في نهاية حياتك، لا يُهِمُّ مِقدارُ الأموال التي تُجنيها، أو طريقةُ تنويعِ مَحفظتك. المُهِمُّ حقًا، هو كيفَ جَعَلتَ العالمَ من حولِكَ مَكانًا أفضل. أن تكون أغنى رجُلٍ في القبر، ليس هو الهدف. الهدفُ هو أن تعيشَ حياةً ذات معنى، هذا يعني إعطاءَ جُزءٍ من وقتِكَ وطاقتِكَ ومالِكَ للآخرين.
0 comments
إرسال تعليق