ملخص كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعّاليّة

ملخص كتاب  العادات السبع للناس الأكثر فعّاليّة


المقدمة

يُعتبر كتابُ "العادات السبع للناس الأكثر فعّاليّة" من بين الكتبِ الأكثرِ أهميةٍ في مَجَالِ التنمية البشرية في القرن الحالي.
يُقدّم "ستيفن كوفي" من خلال هذا الكتاب شرحًا لكيفيةِ تحقيق الانضباطِ الذاتي وتطوير النفس.
الفكرةُ الأساسيةُ للكتابِ تقومُ على أن الإنسانَ هو أساسُ أي تغييِر. إذا كنت ترغبُ بتحقيق أهدافِكَ أو تغييرِ نَمَطٍ ما في حياتك، فعليك أولًا أن تُعوِّدَ نفسَكَ على اكتسابِ عاداتٍ تؤهلُك لذلك.

العادة الأولى: كُن مبادرًا

أنت والحَدَث..من منكما يَصنعُ الآخر؟
اُعتقل "فيكتور فرانكل" بمعسكرٍ نازي، هو وجميعُ أسرته، ولكن بالرُغم من ظروفِ الاعتقالِ شديدةٍ القَسوة، عَرِفَ "فرانكِل" أن بإمكانه أن يكون حُرًا من خلال اختيار الطريقةِ التي يُفكّر بها. كان يتخيلُ أنه يُلقي مُحاضرة يُخبرُ فيها الطلابَ عمّا تعلّمه من هذا الرعب.
الانضباطُ العقليُّ جعلَهُ أقوى من حُرّاس المخيم. لقد ألهم "فرانكل" زملائَه السجناءَ وألهمَ بعضَ الحُراسِ أنفسِهم.
أن تكون مُبادرًا، هو ألا تسمحَ لأي قيدٍ أن يتحكمَ بك، أو أن يُقرّرَ مصيرك. أنت لا تستطيعُ تغييرَ الظروفِ والعالمِ المحيط، ولكن بإمكانك تحديدُ استخدامِ تلك الظروف لصالحك أم لا!
الأشخاصُ دائمو الشكوى، نجدُهُم فقط يُضيّعون الوقتَ والجهد في الحديثِ عن مدى سوء المشكلة -غلاءِ الأسعار مثلًا- ولا يوجّهون تفكيرَهم نحو إيجادِ الحل، هم غيرُ فعّالين، وتعتمدُ حالتُهُمُ الذهنيةُ على العواملِ الخارجية، وغيرُ قادرين على السيطرةِ على حياتِهِم بشكلٍ عام، ويَضعُون أنفسهم في وضعِ المغلوبِ على أمره. هم فقط مجردُ رَدِ فعلٍ للظروفِ المحيطة وعاملٍ غيرِ مؤثرٍ أو فعّالٍ على الإطلاق.
في المقابل، نجدُ الأشخاصَ المُبادرين أكثرَ توجهاً نحو البحثِ، وإيجادِ الحلولِ والعمل. فهم لا يضيّعون وقتهم بالحديثِ عن المشكلة أو الشكوى. هم يسيطرونُ على ردودِ أفعالِهم ويفضلون البحثَ عن حلٍ بدلا من الشكوى، ويركزون على الإيجابي وما يمكنهم فعلُه.
حدّثْ نفسك دائمًا بطريقةِ المُبادر، عليك أن تتحملَ المسئولية.
استبدل ”لا يمكنني فعلُ شئٍ حِيالَ ذلك، إنه أمر واقع” ب “حسنًا، لابد من أن هناك احتمالاتٍ أخرى. سأفكر في الحل بدلا من المشكلة". واستبدل ”لا يمكنني تجاوزُ ذلك، إنها الضربةُ القاضية" ب ”هناك فرصٌ أخرى، أنا لم انتهي بعد!”
الناجح، هو من يعيشُ وَفقَ مبادئِ رؤيتهِ الشخصية، هو من يوجّهُ عقلَهُ صوبَ ما يفيُده، ويُبعدُ تفكيرَهُ عمّا لا يستطيعُ تغييرَه.

العادة الثانية: ابدأ والنِهاية في ذِهنك

تُعْرَفُ هذه العادةُ باسمِ القيادةِ الشخصية؛ أن تضعَ في ذهنِكَ الهدفَ النِهائي من أي شئٍ تبدأُ به.
عندما تَشرَعُ في وضعِ هدفٍ ما تريد تحقيقَه، عليك أن تعرفَ إلى أين ينتهي.
يساعدُكَ ذلك على تحديدِ ما تريدُ أن تفعلَ تمامًا، فيُبْعِدُ عنك أيَّ نشاطٍ لا يؤدي في النهاية إلى هذا الهَدَف. كما يساعدُك أيضًا على تحديدِ الوقت الذي يتطلَبُهُ تحقيقُ هذا الهدف، مما يجعلُكَ أكثرَ إنجازًا وفاعِليّة.
عليك تحديدُ هدفِكَ بعناية ودقة. يجبُ أن يكونَ الهدفُ ذو قيمةٍ وذو معالمَ واضحة؛ قم بعمل رؤيةٍ شخصيةٍ لنفسك، ماذا تريد أن تُصبح؟ كيف تُحِبُ أن ترى نفسَك بالمستقبل؟ ماذا تريدُ أن تُغيّرَ في نفسِكَ تحديدا؟
ستساعدك هذه الأسئلة على تحديدِ هدفِك. التزم بما كتبتَهُ وابدأ.
إلى جانبِ تحديدِ الهدف، عليك أيضًا، أن تأخُذَ في اعتبارِكَ تكلِفَة تحقيقِ هذا الهدف. بالطبع لا نقصدُ التكلِفة الماديةَ فقط، بل التكلِفَة المعنوية. يقضي العديدُ من الأشخاصِ حياتَهم في السعي لتحقيقِ هدفٍ، يتضحُ أنّهُ لا معنى له، أو غيرُ مرضٍ أو مُدمر. تراهم ناجحين على أغلفةِ المَجَلّات الشهيرة، لكنهم مُدمنون للمخدرات أو حياتُهُمُ الزوجيةُ مُنهارة. كانت القوةُ والمالُ والشهرةُ هي الأهدافَ التي أرادوها وحققوها، ولكن بأي ثمن؟
تخيل نفسك جالسًا في مؤخرةِ الغرفةِ في جِنَازتِك. تخيّل ما يمكن أن يقولَهُ الناسُ بصدقٍ عنك، بناءً على ما أنت عليه الآن. هل تحبُ ما تسمع؟ هل هكذا تريد أن يتذكرَك الناس؟ إذا لم يكن كذلك، قم بتغييره.

العادة الثالثة: افعلِ الأشياءَ المُهمة أولاً

يُطْلَقُ على هذه العادة اسم ”الإدارة الشخصية".
إدارةُ الذاتِ هي أهمُ إدارة يقوم بها الإنسان في حياته، والنجاحُ في الحياة مرهونٌ بالقدرةِ على القيامِ بها بشكل صحيح، لذا، عليك أن تُغيّرَ طريقة تفكيرِك، لكي تستطيعَ تغييرَ شخصيتِك.
دعنا نتفقُ أنّ كلَ ما يَمضي يمكن تعويضه، إلا الوقت، ولهذا السبب وَجَبَ أن نَقْسِمَ حياتَنا إلى أولويات، الأهم فالمهم.
لا يجبُ عليك تكديسُ جدولِ أعمالِكَ بالكثيرِ من الأشياءِ، التي قد يكون هناك أهمُ منها لتفعلَه، بل اقضِ وقتَكَ في عملِ الأمور المُهمة أولًا.
أيضًا، لا يجبُ تجاهلُ عملٍ على حسابِ آخر، أو دورٍ على حساب دور آخر، فقد تكون زوجًا وأبَّاً وشريكًا في شركةٍ، وعضوًا في جمعية. فكّر في كلِ هذه الأدوارِ جميعًا، ورتّب أولوياتِك. خصِّص لكل دور وقتاً مناسبًا في جدول أعمالك. تأكدْ من حصولِ كلِّ دورٍ على استحقاقِه، ولا تسرِقْ من دورٍ لتدفعَ لآخر.
ينشغلُ أغلبُ الناسِ بتصليحِ ما نَتَجَ عنه سوءُ التخطيط، ولا يهتمون بمعالجةِ التخطيط نفسه، لذلك نؤكدُ دائمًا على أهميةِ التخطيط؛ فالتخطيطُ الجيّدُ يُجنبُ الوقوعَ في المزالِقِ، ويُنشئُ المزيدَ من الفُرصِ، ويجعلُ بإمكانِكَ الحصولَ على أوقاتِ الراحة، لأنه يَحِدُّ من هَدْرِ الوقتِ والموارد.

العادة الرابعة: فكّر بطريقةٍ تجعلُ من الجميعِ رابحِين

يُطلقُ على هذه العادة اسم ”قيادةُ العَلاقاتِ الشخصية".
اعتَبَر "ستيفن كوفي" أنّ العَلاقاتِ القويةَ الفعّالة مع الآخرين، من مُتطلباتِ النَجاح، سواءً كانت على مستوى العَائلةِ أو عَلاقاتٍ عامة؛ فنحن لا نعيشُ بمفردنا في هذا العالم، وعلينا أن نسعى لتكوينِ عَلاقاتٍ فعّالة تُساعدُنا على تحقيقِ أهدافِنا، ولكن هل سيساعدُكَ الناسُ بِلا مقابل؟
يتطلعُ الناسُ إلى أن يكونوا ناجحين، مثلما تُريدُ أنت تمامًا، لذا، إن أشْرَكتَهُم معك في النجاح، سيساعدونك على تحقيقه.
إذا أردتَ أن تكون ناجحًا، اكسبْ من حولِكَ وضاعِفْ حلفاءَك. يصبحُ الأشخاصُ ذوو الفعّاليّةِ العاليةِ، مُؤثرين للغايةِ عن طريق مُضاعفة حُلفائِهم، وليس أعدائِهم، حيثُ يَسعون إلى تحقيق معاملة (اربح/ويربحُ الآخرون).
أيُّ نوعٍ آخرَ من المعاملات مُدمر، لأنه يخلِق خاسرين، وبالتالي يُوجِدُ الأعداءَ والمشاعرَ السيئةَ مثلَ الغيرةِ أو الغضب.
الشخصُ الذي يفكرُ بطريقة (اربح /ويربح الآخرون)، يتّسمُ بثلاثِ صفات:
أولًا، الاستقامة: الشخصُ المستقيمُ شخصٌ صادقٌ، سواءً في مشاعرهِ أو رغباتهِ، أو حتى تعامُلَهُ مع الآخرين.
ثانيًا، النُضج: هو شخصٌ يُحسِنُ التعاملَ مع من حَولِه، ويُقدّرُ ويحترمُ أفكارَهُم وطموحاتِهم ومشاعرَهم.
ثالثًا، الرجاحةِ وسِعَةِ الفكر: يُفكرُ هذا الشخصُ بأنّ هناك دائمًا المزيدَ من النجاحِ والمالِ لكلِ الأشخاص، مما يجعلُهُ يُفكرُ في حلولٍ تُرضي جميعَ الأطراف.

العادةُ الخامسة: " افهمِ الآخرين أولاً كى يفهموك"

عندما يذهبُ الإنسانُ إلى الطبيبِ، لأنه يعاني من شيئٍ ما، يقوم الطبيبُ أولاً بالاستماع إلى المريض، ليُشخّصَ حالتَه، ثم يقومُ بعد ذلك بوصفِ علاج.
الطبيبُ رُغمَ أنه يعلمُ أكثر، إلا أنه يستمعُ إلى المريض استماعاً جيداً جداً.
تخيّل دائمًا أنك طبيب، والطرفَ الأخر مريض. استمع إلى الطرفِ الآخر أكثر مما تتكلم.
لكي تفهمَ الآخرين، عليك أولاً أن تُحسِنَ الإنصات، وأن تستمعَ لما يريدون قولَه ولما يحتاجونه، وحاوِل أن تضَعَ نفسك دائمًا مكانَ الطرف الآخر.
الاستماعُ يسمحُ لك بالتفكيرِ بشكلٍ جيد، لأنه يَعرِضُ أمامك الوضعَ بالكامل، كما أنه يجعلُ عَلاقاتِكَ أكثرَ تأثير.
استمع بقصدِ فَهمِ الآخرين، ما الذي يحتاجونه؟ ما هي أولوياتُهُم؟ .عندما تتوصّلُ إلى إجابات، سارِع إلى وضعِها على شكلِ عِباراتٍ أو ردودٍ، وتَفاعلْ مباشرةً مع أهدافِ الطرفِ الآخر. لا تُحاول تحويرَ الأشياءَ حسْبَ رغبتِك، بل عليك أن تهتمَ لرغباتِ الآخرين، وأن تُبديَ كاملَ الاستعدادِ لمُساعدتهم.
بجانبِ القدرةِ على الإنصات، عليك أيضًا أن تتسمَ بالشجاعةِ، وأن تمتلكَ القدرةَ على التعبيرِ عن آرائِكَ ومشاعِرِكَ بشكلٍ جيد.
لكي يفهمكَ الآخرون تحتاج إلى الجُرأة والمهارة ، الجَرَاءَةُ في التعبيرِ عن مشاعرِكَ الحقيقيةِ بتفَتُّح ومهارة، لتبيّنَ بشكلٍ جيدٍ وِجْهةَ نظرك بِنَاءً على قُدْرَاتِ الآخرين.

العادة السادسة: "التعاون الخلاّق"

في هذه العادةِ، يُشيرُ ستيفن كوفي إلى نُقطةٍ هامة، وهى أن ”مكسبَ المجموع، أكبر من مكسب أجزاءِه"، حيث ثَبُتَ دائمًا أن العملَ في انسجامٍ داخلَ فريق، يُحققُ نتائجَ تفوقُ ما كان سيحققُهُ كلُّ فردٍ مُنفردًا، وذلك لأنّ التعاون يُضاعِفُ المهاراتِ، ويساعدُ على تلافي نِقاطِ الضَعْفِ والتقصير.
عندما يعملُ الناسُ معًا في انسجامٍ نحو هدف مشترك، فإنهم يُنتجونَ ويُحققون نتائجَ أعظمَ بكثيرٍ مما كانوا سيحصلون عليه، إذا عَمِلوا بشكلٍ منفصل.
على الرُغمِ من ذلك، الكثيرُ من الناس يجعلونَ التعاون أمرًا مستحيلًا، لأنهم لا يستمعون ولا يتفاعلون ولا يستجيبون، وتكون ردودُ أفعالِهِم دِفاعية أو سُلطوية أو سلبية.
لكي يَنشأ التعاونَ الخلّاق، لابدَّ من تواصلٍ فعّالٍ بين الأفراد؛ أيُّ هدفٍ كبير يتطلبُ التعاونَ مع أفرادٍ وأطرافٍ كثيرة، لكي يتحققَ بفعّاليَة، بأفضلِ شكلٍ وبأقلِ تكلِفة. لذلك انصِت جيدًا، ومن ثمّ تفاعَلْ وتعامَلْ وتعاون.

العادة السابعة : ابقَ مِنشارًا حادًا / التجديدُ المستمرُ للذات

يمكن أن نُطلقَ على هذه العادة اسم "التجديدُ الذاتي"
هل السِكينُ المسنون يستغرقُ نفسَ الوقت، الذي يستغرقه مِنشارٌ آخر غيرَ مسنونٍ، في تقطيعِ قِطعةِ لَحْمٍ إلى أجزاءَ صغيرة؟ بالطبع لا، هل من المنطقي الاستمرارُ في التقطيع، أم سنُّ السِكين؟ بِسَنِّ السِكين تزدادُ فعّاليته.
كلُّ شئٍ في الحياة يُبلى، وتقِلُ مَنفعتُه، أو تنعدمُ بمرور الوقت، كذلك الأجسادُ والقلوبُ والأرواحُ والعُقول.
خذ وقتَكَ في تطويرِ عادةِ التعلُّمِ الذاتي، لأنها من أهم سِماتِ الأشخاصِ الفَعّالين. يجب أن تسألَ نفسك دائمًا، ما هو المطلوبُ لكي أكونَ شخصًا أفضل؟ هل أنا الآن أفضلُ من ذي قبل؟ افعل كلَّ ما في وسعِكَ لتجعلَ من شخصيتِكَ نُسخة أفضلَ باستمرار.
ليزدادَ تأثيرُكَ وقدرتُكَ الإنتاجية، ولتطويرَ ذاتِك، تحتاجُ إلى العملِ على أربعةِ محاور، وهي المحورُ البدني والعقلي والاجتماعي والروحاني.
يتطلبُ الإصلاحُ العقليُّ دائمًا تغييراتٍ عادة ضارة، واستبدالَها بأخرى مفيدة، مثلِ استبدالِ مُشاهدة الأفلامِ الترفيهية بمشاهدة الأفلام الوثائقية. كما يتطلبُ التجديدَ البدني، كالإقلاعِ عن شئٍ خاطئٍ مثلِ التدخين. أيضًا عليك الاهتمامُ بتجديدِ عَلاقاتِكَ العاطفيةِ، لأنّ العَلاقات العاطفية المتوازنة، تجعل الإنسان أكثر فعّاليّة. من المهم أيضًا، أن لا تُهملَ غذائِكَ الرُوحي وعلاقتِك الوثيقة بربك.
احرِص دائمًا على تعلُّمِ أشياءَ جديدة، جدّدْ حياتِكَ باستمرار وستزدادُ فعّاليّتُك

ملاحظاتٌ ختامية

تتكون شخصيتُنا جميعاً مما نعتادُه، حتى يُصبحَ دَالاًّ علينا، لذا فإنّ اكتسابَ عاداتٍ إيجابيةٍ، سيضمنُ لنا تغييرَ ما نحنُ عليه. لذا، استثمر في نفسك، وستتضاعفُ قُدراتُكَ وفعّاليّتُكَ وتأثيرُك في المجتمع.

0 comments

إرسال تعليق