حياتك تستحق العيش ملخص كتاب استيقظ وعش
المقدمة
لا شك أن الإنسان يحيا حياة دون المستوى الذي يحلم به، ولكن إذا تحرر من العوامل والعوائق التي تقيد نشاطه واقترب من الإمكانيات الكامنة في نفسه، فسيصبح عندها إنسانًا خارقًا.
كتاب "استيقظ وعش" يدعوك إلى النهوض واستكشاف مواهبك وقدراتك المدفونة للسير في طريق النجاح، فتقدم الكاتبة دوروثى براند من خلاله مجموعة من النصائح والإرشادات للتغلب على معوقات الحياة، وكيف نحول الفشل إلى نجاح ولعيش حياة أفضل.
لماذا نفشل وكيف نحول الفشل إلى نجاح؟!
في البداية توضح دوروثى براند أن الوقت والجهد اللذين ننفقهما لتحقيق الفشل كان من الممكن أن ننفقهما في تحقيق النجاح، إذ إن الفشل ليس إلا دليلًا على أن مجهودًا قد بُذل في الطريق الخطأ.
إذًا؛ لماذا نفشل؟ تجيب الكاتبة عن هذا السؤال لأن الإنسان إلى جانب خضوعه لإرادات نفسية، كإرادة الحياة وإرادة القوة، يخضع لإرادة الفشل أيضًا.
إن إدراك وجود إرادة للفشل تعمل في نفوسنا وأن ثمة تيارًا هدّامًا مقوضًا يسري عكس اتجاه قوى الصحة والنمو هو الخطوة الأولى لتحويل الفشل إلى نجاح.
ولكي يحول الإنسان الفشل إلى نجاح عليه بالخيال والتضحية -لكن لفترة- بما درج عليه من عادات ريثما يُتم عملًا واحدًا من الأعمال التي يتطلع إليها.
تقول براند: "قلَّ في شبابنا أن نُدرك أعراض الفشل في أنفسنا.. إنما نعزو عزوفنا عن الشروع في العمل أو المضي فيه إلى جبن طبيعي عن مواجهة الحياة.. ولكن العزوف يستمر، والزمن يمضي، ونستيقظ فجأة لنرى أن ما كنا في شبابنا نعده شيئًا طبيعيًّا لم يعد كذلك".
ضحايا إرادة الفشل
توضح الكاتبة أن الذين يقعون في قبضة إرادة الفشل يتصرفون كما لو كانوا سيعمرون آلاف السنين، فمنهم من ينام أكثر من حاجته، ومنهم من يتعكر مزاجه إذا تأخر عن موعد نومه الباكر ويحصى بلهفة في كل صباح الساعات التي قضاها نائمًا؛ إذ إن نومه الزائد فعل قهري تفرضه عليه إرادة الفشل.
كما تؤكد المؤلفة أنه علينا أن ننظر إلى إرادة الفشل كحقيقة واقعة، ولو أن الجمود والنشاط الزائف وجدا في نهاية الحياة أو لو أنها لم تشل قوانا وحيويتنا لما كان هناك مبرر أن نصفها بأنها العدو اللدود لفاعليتنا وقدرتنا على الإنتاج.
تشير "براند" إلى أنه كما للنجاح ثمار فالفشل له أيضًا ثمار وهي ثمار حقيقية لها وجود، وهذا يسهل علينا مهمة مواجهتها كشيء له وجود فعلًا وليس مجرد حلم. أنت حين تفشل فأنت تنعم عندئذ بثمرات حقيقية تتمثل في تفاديك التعب والعناء واعتكار المزاج التي يلاقيها كل ساع مجد إذا عاكسته الظروف وواجهته الصعاب ومع الفشل يفلت المرء من الهمسات والشائعات والتقولات والتجريحات التي تلاحق كل نجاح.
تصرَّف كما لو كان مستحيلًا أن تفشل
تؤكد الكاتبة أن النجاح هو الهدف الطبيعي للإنسان في الحياة برغم إرادة الفشل وثماره، وأنه ليجدر بالمرء أن يتذكر أنه ما لم يبالغ في تقدير صفاته وإمكانياته فسوف يجد فكرته عن النجاح في نطاق الأشياء التي يستطيع أداءها.
نحن عادة ما نبخس قيمة إمكانياتنا.
فتقول دوروثى براند: أريدك الآن أن تستعيد في ذهنك الصورة الأولى التي رسمتها لهدفك والحلم الميسور التحقيق الذي تصورته في خيالك زمنا. أريدك أن تستعيده واضحًا بينا نابضًا بالحياة فهنالك يصبح تحقيقه أقرب وأدنى..
لقد مررنا- جميعًا- بتجارب من الألم والمذلة، ولكن لحسن الحظ ففي ميسورنا- نحن البشر- أن نسلم ذكرى الألم السابق أو المذلة السابقة للنوم، فلا تعود تقف عقبة دوننا والنجاح ولا تدفعنا إلى الفشل.. كيف؟
تجيب عن ذلك الكاتبة بأن المسألة غاية في البساطة "تصرَّف كما لو كان من المستحيل أن نفشل"!
نعم، ذلك هو الطلسم السحري الذي يحول فشلنا إلى نجاح، في ميسور الإنسان- مستعينًا بقدر معقول من الخيال- أن يمحو من نفسه كل ما يعتمل فيها من ضعف الثقة والجبن والخو".
ولنا في الخيال حياة
توضح دوروثى براند أن للخيال فوائد ومنافع كثيرة منها أنه يسدي إلينا العون في أمور مختلفة، فمتى أمكننا السيطرة على هذه الملكة وتوجيهها وهبتنا الخيال الإنشائي، ففي وسعه أن يجعلنا ننظر إلى أنفسنا عن بعد متجردين عن عواطفنا وهواجسنا التي كثيرًا ما تعوقنا، وفي ميسوره أن يمحص لنا شخصية منافس لنا حتى نستفيد من تجربته ونتجنب أخطاءه.
ماذا لو كنت ممن لا بدَّ لهم من التشجيع في كل مرحلة من مراحل العمل؟ إن هذا يصعب الأمر، لكن في وسع الخيال أن ينجدك.
إذا كُنت ممن يتمتعون بالخيال الخصب؛ فلعلك قد عرفت الطريق بمُجرد أن سقت لك هذه العبارة: "تصرَّف كما لو كان مستحيلًا أن تفشل!"، فإذا لم تكن أو كان الفشل قد أضر بك ضررًا بليغًا فعسى أن تجد صعوبة في إدراك الطريق، ولكنها صعوبة في الوسع تذليلها.
نصائح وتحذيرات
تقدم دوروثى براند عدة نصائح لحياة سعيدة وناجحة منها ألا يحاول أي إنسان أن يسلم نفسه لنوم مغناطيسي أو ما يشبهه في طريقه إلى النجاح أو حتى ما يتفرع عنه كالإيحاء الذاتي..
كل ما يتطلبه الأمر أن يأخذ نفسه بشيء من الإرادة، وألا يلتزم طريقة قطع التأكيدات لنفسه، وألا يندفع في ادعاء ما لم يحدث، كأن يبالغ في تصوير أحد نجاحاته.
ولا بدَّ للمرء أن يتذكر أن النجاح يعتمد على حالة إيجابية تسيطر على البدن والعقل، كما يعتمد على العمل المثابر والشجاعة والإقدام فذاك خير محك نفرق به بين الوهم والخيال، فالخيال (المطلوب) يتبعه عمل بهمة ونشاط، والوهم (المحذور) يعطل النشاط ويجرك إلى الوراء.
إن لكل إنسان فكرة عن النجاح، وقد كانت له دائمًا هذه الفكرة.. فعد إليها ولا تدعها تهرب منك وإن بدت لك صبيانية، فأنت في أمس الحاجة لأن تدع النجاح يسيطر على ذهنك وحواسك.. استعد ذكرى النجاح الذي حققته- حتى وإن كنت قد حققته صبيًّا أو طالبًا في المدرسة-.
كيف تخطط للنجاح في حياتك
تشير المؤلفة إلى أن هناك وسائل عديدة يمكننا بها أن نكسِب العقل حدة ومرونة في وقت واحد، وتقدم بعض النصائح منها:
•
اقضِ ساعةً من يومك لا تقول فيها شيئًا إلا أن تجيب عن سؤال وجه إليك مباشرة! وعليك أن تباشر هذا التمرين ضمن وسط مجتمعك المعتاد دون أن توحي لمن حولك بأنك مكتئب، فوجه البراعة هنا أن تبدو كما تبدو كل يوم، وتتصرف كما تتصرف كل يوم ولكنك تسيطر على لسانك خلال هذه الساعة.
•
تعلم أن تحصر تفكيرك مدة نصف ساعة من كل يوم في موضوع واحد، ويمكنك أن تسير باتجاه هذا التمرين متدرجًا، بخمس دقائق في كل يوم أولًا حتى تصل إلى نصف ساعة (التركيز الذهني).
•
حاول أن تكتب خطابًا خاليًا من ضمير المتكلم (أنا) واجعل الخطاب رقيقًا جذابًا.
•
تحدث عن نفسك وعن ميولك وعن اتجاهاتك دون أن تشكو أو تتفاخر.
•
إذا كنت معتادًا على لازمة من لوازم الحديث الشائعة كتكرار كلمة "أعني" أو "هل أنت معي" أو "هل أنت فاهم ما أقوله".. أو ما إلى ذلك.. فإن إزالة هذه اللازمة يحتاج إلى صديق لك أن ينبهك في أثناء قولك لهذه اللازمة.
•
حاول أن تجعل لنفسك برنامجًا يستغرق ساعتين من يوم معين، وامضِ خلالهما وفق البرنامج بدقة.
•
أحضر عدة أوراق؛ واكتب على كل ورقة منها أمرًا صعبًا خارج عن مألوفك، ثم الصق هذه الأوراق، واختر واحدة في كل أسبوعين أو شهر لتفتحها وتنفذ محتواها. قد يكون المحتوى: الذهاب بعيدًا عن البيت 20 ميلًا مستقلًا وسيلة عادية للنقل، أو قضاء 12 ساعة بغير طعام أو قضاء الليل كله ساهرًا منهمكًا في عمل ما.
•
خصص يومًا لتقبل كل دعوة معقولة تدعوك لتخالف مزاجك الخاص وما جرت به عادتك، إن كنت مثلًا بيتوتيًّا فاقبل جميع دعوات الخروج، أو مسرفًا في الحفلات فالزم المنزل، اتجه بذهنك إلى نقطة من نقاط ضعفك أو قلة خبرتك وقرر الوسيلة التي تصحح بها خبرتك.
•
احمل في جيبك دفترًا صغيرًا يحتوي على ست صفات أو عادات ترغب في اكتسابها، وفي كل يوم تبذل جهدًا في إحداها تضع أمامه في الدفتر إشارة.
•
استخدم طريقة (المذكرات) فإذا كنت مثلًا تطيل جلوسك في السرير بعد استيقاظك من النوم بدون هدف فاكتب على ورقة بخط كبير (انهض من الفراش الآن) وعلّقها في غرفة نومك بحيث يقع عليها نظرك أول ما تستيقظ في الصباح.
•
كافئ نفسك؛ فمكافأة نفسك على نجاحك، فضلًا عن النجاح نفسه وهو خير مكافأة، وكن صديقًا لنفسك وحازمًا معها في الوقت نفسه.
ملاحظات ختامية
يجب أن يهدف التعليم إلى مساعدة كل فرد على استخلاص مفاتيح مُستقبله من معرفته بنفسه وأوجه التفوق فيه، كما يجب أن يصبر الطلاب- وهم في هذه السن الصغيرة- بالضرر الذي قد ينجم عن عشق البطولة، والتعلق بأهداب صفات وإمكانيات لا تتوفر في كل فرد على السواء، وأن يصحح في أذهانهم الخطأ الشائع القائل بأن ما يدفع فردًا إلى النجاح خليق بأن يدفع الآخر إليه.
0 comments
إرسال تعليق