ملخص كتاب أيقض العملاق الذي بداخلك
المقدمة
هل شَعَرْتَ يومًا بأنك لستَ مُسيِطِرًا على حياتك؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فقد كتبَ توني روبنز هذا الكتاب من أجلك.
يتحدث الكتابُ عن القوة الداخلية، التي وهَبَهَا اللهُ لكل واحدٍ منا، وكيف يُمكنُنَا استخدامُ هذه القوة، لتحريرِنَا ومساعدتِنا على جعل حياتِنَا أفضل.
كما يُقدمُ الكتابُ أيضًا، تقنيّاتٍ وخُطواتٍ لتحقيق التوازن مع المحيط خارجَكَ، وللسيطرةِ على مُستقبلِكَ وتحقيق أهدافك. هذه الأهدافُ لن تتحقَ، إلا بالسيطرة على مشاعِرِكَ التي تُؤثّرُ بدورها على أفكارِكَ، وتَوجُّهِ قوتَك الداخلية.
القوةُ التي تُشكِّلُ حياتَك واستبدالُ الأنماطِ السلبية
نسعى جميعًا إلى تَجَنُّبِ الألم، ونحصل على الراحةِ والسعادة والمتعةِ، سواءً كان ذلك بوعيٍ أو بغيرِ وعي، لذلك إن أردتَ أن تتحكمَ بنَمَطِ حياتِك، فضخِّم لعقلِكَ المتعة، عندما تقومُ بالشيء الصحيح، ذلك سيساعدُكَ على فِعلِه، أو بالِغ في الألمِ عندما تفعلُ شيئًا خاطئ، ذلك سيساعِدُك على أن تتجنّبَه.
إذا تألمنا بالقدر الكافي من نَمَطِ حياةٍ مُعينٍ يُزعجنا، سنتمكنُ من تغييره بسُهُولة، وبالمثل إذا أردنا استبدالَ نَمَطٍ سئٍ بآخرَ جيد، علينا أن نَربِطَهُ بقدرٍ كبيرٍ من المُتعة.
لتحقيقِ هذا الأمر، اتّبِعِ الخُطوات التالية:
1- سجِّل مجموعةَ أفعالٍ تُسوِّفُ البَدءَ بها، مثلَ إنقاصِ وزنِك، أو الإقلاع عن التدخين.
2- تحتَ كلِ فعلٍ منهم، اكتُبْ إجابةً عن الأسئلة التالية: ما هو الألمُ الذي كنتَ تشعرُ به في الماضي، بقيامِكَ بهذا الفعل؟ ولماذا لم تتخذ الإجراء المناسب حتى الآن؟
3- سجّلْ كلَّ المُتعِ التي استمتعت بها في الماضي، نتيجة قيامِكَ بهذه الأفعال السلبية
4- اسأل نفسك: إن لم أتغير الآن، فما هو الثمن الذي سأدفعُه؟ ثم قيّم شعورَكَ من هذه الناحية
5- سجِّل كلَّ المُتَعِ التي ستتمتعُ بها، بعد توقُفِكَ عن القيامِ بهذه الأفعال، والأثرَ الإيجابيَّ الذي ستُحَقِقُه على المدى الطويل، مثلَ نتيجة خفضِ وزنِك، أو الإقلاع عن التدخين.
6- تخيّل شعورَك الجديد بعد تخلُّصِكَ من هذه العادات. للتخيّل قوةٌ كبيرةٌ، فعقلُنَا لا يستطيع دائمًا التمييزَ بين الخيالِ والتجرِبة البدنية الحقيقية.
معتقداتُك تؤثرُ على تصورك أكثر مما تتخيل
فَهْمُنَا لمعتقداتنا وللأشياء التي تحدثُ في حياتِنَا، له تأثيرٌ كبيرٌ على من نحن عليه الآن، ومن سنكون في المستقبل. حيثُ أننا نتأثرُ بشكلٍ كبيرٍ بأفكارنا، وبالأشياء التي نؤمنُ بها.
معظمُ هذه الأفكار، يأتي من تجارب الماضي، إنها تفسيراتٌ شخصيةٌ لنتائجِ الأحداث السابقة. ما يُشكلُ قراراتِنَا وحياتِنَا، ليستِ الأحداثُ التي حدثت لنا، بل قناعاتُنَا حول ما تَعنِيه هذه الأحداث، وطريقةُ تفسيِرِنَا لها.
القناعةُ هي شُعُورٌ بالتأكيدِ واليقينِ من شيءٍ ما، وبمجردِ تَقَبُلِهَا، تُصبِحُ بمثابةٍ أوامرَ لا تُناقش، وتَصْدُرُ على أساسها القرارات .
معظمُ هذه القناعاتِ، هي عِبارةٌ عن تعميماتٍ حول ماضينا، مبنيةٌ على تفسيراتِنَا للتجارِبِ التي مَرَرْنَا بها، مُؤلمةٍ أو مُمتعة. وسواء كانت تفسيراتُنَا صحيحةً أم خاطئة.
حتي تُغَيّرَ سُلُوكَكَ الغيرَ مُنتجٍ والسلبي، عليك أن تتحكمَ بقناعاتِكَ بشكلٍ واعٍ، وتستبدلَ السلبيةَ منها بأُخرى إيجابية. دائمًا، اسالْ نفسَك: هل القناعاتُ التي أحمِلُهَا تمنحُني أم تَسْلُبُني القوة؟
تغييرُ العاداتِ القديمةِ، والتكيفُ العصبي
تغييرُ العاداتِ القديمةِ لأخرى جديدة، قد يستغرقُ وقتًا، ولكن باستخدام التكيُّفِ العصبي، تستطيعُ اختصارَ هذه المسافة.
لتحقيقِ ذلك، اتبع الخُطواتِ التالية:
1. حلّل ما تُريدُه من حياتِك، وما الذي منَعَكَ من تحقيقه. إذا واصلت التركيزَ على ما تُريدُه، فأنت ستُبَرمِجُ نفسَكَ للوصول إليه.
2. حفِّزْ نفسَكَ للتغييرِ على الفور. ابحث عن وسيلةٍ لربطِ التغييرِ بالمتعةِ، والتسويفِ بالألم.
3. قاطِع نَمَطَ تفكيِرِكَ الداخلي القديم. تخيّلِ المواقفَ السابقةَ بشكلٍ مُختلف. على سبيلِ المثال، لو أضفتَ إليها بعضًا من الفُـكاهَةِ والمُبالغة، سيساعدُكَ هذا على تذكُّرِهَا بطريقةٍ مُختلفة تمامًا.
4. اَنشيء نظامَ تكيُّفٍ عَصَبيٍ جديد، عن طريق خلقِ ارتباطاتٍ عقليةٍ، بين أهدافِكَ ومشاعرك. اُرْبُطْ عاداتِكَ السيئةَ، بأشياءٍ تُسبّبُ لك الألم، وعاداتِكَ الصحية بأشياءٍ تُسعِدُك. وعن طريق هذه الروابطِ العاطفية، ستصبحُ قادرًا على تغييرِ سُلُوكِك، وسيكونُ من السهل على جِسْمِك، التخلي عن الإدمان، وتشجيعُ العادات المفيدة.
5. كرِّرِ الخُطواتِ هذه، حتى يصبحَ نَمَطُ السُلوكِ المُعزّزِ عادة.
قوةُ الكلماتِ وطريقة تأثيرِهَا على حياتِنا
المفرداتُ التي تَستخدمُها في حياتِكَ اليومية، لا تُؤثِرُ فقط على كيفيةِ تَواصُلِك، ولكن أيضًا على كيفيةِ إدراكِكَ للعالم، وكيف ستتصرَف.
أنت تستطيعُ تغييرَ أفكارِكَ وعاداتِك، عن طريق تغييرِ مُفرداتِك، فاخترْ بوعيٍ وذكاء، الكلماتِ التي تَستخدمُها. بهذه الطريقةِ ستُغيرُ حياتَكَ ومَصيرَك.
انتبه لما تَستخدِمُ من تعبيراتٍ مَجَازيّة، فالتعبيراتُ المجازيةُ، هي طريقة تشبيهيّةٌ مُختصرة لفَهمِ الأمور، ويمكن لها أن تُعزِّزَ قوتَنَا بتوسيعِ وإثراءِ تَجَارِبِنَا في الحياة
إليك بعضُ النصائحِ لإتقانِ هذا الفن :
- اكتُب الكلماتِ التي تَستخدِمُها بشكلٍ مُتكررٍ، لوصف مشاعِرِكَ السلبية. على سبيل المثال: أنا عصبيٌ أو مُرتبك أو مكتئب.
- انشيء قائمةً من البدائلِ الإيجابيةِ لهذه الكلمات. الكلماتُ الجديدةُ يَجبُ أن تكونَ إيجابية، وتساعدُ على الشعور بالتحسن.
- قرِّرْ أنه من الآن فصاعدًا سوفَ تَستخدِمُ الكلماتِ الجديدة، كُلما واجهتَ مَوقفًا سلبيًا. وبهذه الطريقةِ ستبدأُ سريعًا في الشُعُورِ والتصرُّفِ بشكلٍ مُختلف، وستبدأُ أفكارُكَ في اتباعِ النَمَطِ الجديدِ للكلمات الجديدة.
كيف يتعامل الناس مع العواطف؟
يختلفُ الناسُ في طريقةِ تَعامُلِهم مع العواطفِ السلبية، منهم من يحاولُ إنكارَ هذه العواطف، ويتظاهرُ بعكسِها، ومنهم من يتجنّبُها، ولكن أفضل أُسلُوبٍ للتعامُلِ معها، هو معرفةُ كيف تتوصّلُ إلى المعنى الإيجابي المَخفي ورائَها.
لا تُنكرها، بل افهمها واستخدمْهَا، لتصلَ لنتائِجَ تُساعدك علي عيش حياةٍ أفضل
عند إحساسِكَ بمشاعرَ سلبية، حاوِل أن تعرفَ سببَ شُعُورِكَ بهذه الطريقة. هل دوافعُ هذه المشاعر عقلانيةٌ أم غيرُ واقعية؟
ابحث عمّا ورائَها. ولكي تَزيِدَ من ثقتك بنفسك، تصوّرْ وقتًا مُعينًا من الماضي، أحسسْتَ فيه بمشاعرَ سلبيةً، وتمكّنْتَ من السيطرة عليها.
التحكُّم بالأفكارِ وتحديدُ الأهداف
من الضروري أن نكونَ واضحين بشأنِ الغَايَاتِ المنشودة، وأن نمتلكَ لها أهدافًا واضحة، فكلُ شخصٍ لديه القدرةُ على تحقيق ما يُريدُ، إذا كانت أهدافُهُ صحيحة
لإنشاء هدفٍ صحيح، اتبع التالي:
1- الهدفُ يجبُ أن يكونَ واضحًا ومفصلًا.
2- يجبُ أن تُصاحِبَ الهدفَ خُطةٌ واضحة، تحتوي على الأنشطةِ والكيفيةِ التي ستصِلُ بك إلى الهدف
3- تصوّر هذا الهدف، وفكِّر في خُطتِك، واحصل على أفكارٍ حول كيفية تحقيقه بشكل أسرع.
لا تنسى أنّ طريقة تفكيرِكَ الحاليّة، هي ما قادَتْكَ إلى ما أنت عليه، لذا، إذا كُنْتَ تُودُ الانتقالَ إلى مستوياتٍ أفضل، عليك تغييرُ هذه الطريقة. تستطيعُ تحقيقَ ذلك بالقيامِ بخُطةِ العشرة أيام التالية:
1. لمدةِ عشرةِ أيامٍ مُتتالية، تخلّصْ من أيِ أفكارٍ أو مَشَاعِرَ عديمةَ الفائدة .
2. خلالَ هذه الفترة، ركِّزْ على الحُلول، بدلاً من التركيز على المشكلة، ثمّ فكِّرْ في كيفيةِ تحويلِ أي حادثٍ سلبي، إلى شيء إيجابي.
3. عندما تبدأُ بالشعورِ السلبي حِيَالَ أيِ شيء، اسأل نفسك: هل هناك أيُّ شيءٍ إيجابيٍ حولَ هذا الأمر؟، وهل يمكن تحويلُ هذا الشعورِ السلبي إلى آخرَ إيجابي ؟
كيف تُحقق ما تُريد؟ وكيف تتحكمُ بمصيرك؟
لكي تحققَ ما تريد، يجبُ أن تسألَ نفسك أولًا: ماذا تريدُ بالتحديد؟ ولماذا تُريد ما تقصِدُهُ بالذات؟ وما الذي سيضيفُهُ لك هذا الأمر؟
سُلُوكُكَ الآن ما هو إلا نتيجةً للوضعية التي أنت فيها، وليس نتيجةً لما تملِكُهُ من قُدْرَات. لحصولك على ما تُريد، عليك أن تُغيرَ وضعيَتَك، مُركّزًا فقط على الأفكارِ، التي تمنحك القوةَ والتفاؤلَ والرغبة في العمل.
غيِّر طريقةَ تفكيرِك. أعِدْ ترتيب أولوياتِك، وركز على أفضلِ ما يمكن أن يحدث، بدلًا من التركيزِ على الأسوأ. صمِّم على أن تنجحَ وأنت مُستمتعٌ. أثناء ذلك، تعرّف على الطريقة التي ستجعلُكَ تَشعرُ بالمتعة، حتى تستطيعَ تحقيقَ الأفضلِ دائمًا.
القرارُ هو القوةُ المُحركةُ لحياتِك، فكلُ شيء في حياتك حدَثَ ويحدثُ، هو نتيجةَ قرارٍ اتخذتَه. والقرارُ ما هو إلا معلوماتٌ وُضِعَتْ قيدَ التنفيذ، وهو مِفتاحُ القضية، لأنّهُ الذي يَسبِقُ كلَّ أفعالِنَا، فإذا لم تتخذ قرارًا واعيًا بالنسبة لمصيرك، فأنتَ بذلك تكون قد اتخذتَ قرارًا، بأن يتحكمَ غيرُكَ في مصيرِكَ، بعلمك أو من دونه.
اسأل نفسك: ماذا سأكونُ في العشر سنواتٍ القادمة؟ الأسئلةُ ستجعلُكَ تبحثُ عن معلوماتٍ تُغذِّي بها القراراتِ التي ستتخِذُهَا بالنسبة لحياتك.
المرجِعِيّةُ الشخصيةُ وخَلْقُ هُويّة جديدة
تتشكلُ مَرجَعِيَتُنَا الشخصية، من تجارِبنا أو تجارِب الآخرين، التي نسمعُها ونراها في وسائل الإعلام، هذه المرجعيةُ تؤثرُ على مُعتقداتِنا وقيمنا.
لذلك، كلما توسَّعَتْ مَرجعيتُكَ الشخصية، وازادت جودتُها، ستُنشئُ لنفسِكَ هُويةٌ جديدة، وستزدادُ قدرتُكَ على اتخاذِ قراراتٍ أفضلَ في الحياة.
لذلك عليك بذلُ الجُهُودِ من أجلِ تحسينِ وتطويرِ هذه المرجعية. الكتبُ مثلًا طريقةٌ رائعة للقيام بذلك.
من أنت؟ هل سألتَ نفسَكَ هذا السُؤال؟
كلُّ الأوصافِ التي تَصِفُ بها نفسَك، ستُحَدِّدُ من أنت، وما هي هُويتك، فأنت تكونُ ما تعتقدُ أنه أنت.
يعتقدُ الكثيرُ من الناس أن هُويّاتِهِم، تشكلت من خلال تجارِبِهم فقط، هذا مثلما ذكرنا، غيرُ صحيح، فطريقةُ تفسيِرِنَا للتجارِبِ، باستخدام مُعتقداتِنا، تُؤثِّرُ في تكوينِ الشخصية، أكثرَ من التَجرِبة نفسِها.
كي تَخْلِقَ لنفسِكَ هُويةً جديدة، قُم بعملِ قائمةٍ بجميعِ عناصرِ الشخصيةِ، التي ترغبُ في أن تكونَ لديك. بعد ذلك، تصوّر كيفَ يعيشُ شخصٌ لديه هذا النوعُ من الشخصية؟ ما هو شكلُ أصدقائه؟ وكيف يرتدي ويتصرفُ ويعيش؟
الْزِم نفسَكَ بتقليدِ هذه الهُويّة، والعيشِ مثلِ صاحِبِها الذي تخيلتَه، وستخلِقُ لنفسِكَ الهُويّة الجديدة.
ملاحظاتٌ ختامية
تحكّم فيما تتخذُهُ من قرارات، مهما كانت صغيرة، لأنها ستُحَدِدُ مَصيرَك.
تحكّم بشُعُورِك، فمن يتحكمُ بشُعُورِهِ وتفكيِرِه، سيتحكمُ بما سيصلُ إليه، بغضِ النظرِ عن الظُرُوفِ الخارجيةِ الموجودة.
أخيرًا، ليس هناك ما يَشُلُّ قدرةَ الإنسان، غيرَ التوصُّلِ إلى الإحساسِ بانعدامِ الحيلة، هذا يحُولُ بينَكَ وبين تغييرِ نَمَطِ حياتِك. تَجَاهَلَ هذا الإحساس.
إذا التزمتَ بمُعتقدِ يَتطلبُ تغييرَ وضعِك، فلابُدَّ أنك ستجِدُ القوّةَ الداخليةَ اللازِمَةَ للمُتابعة والتغيِير.
0 comments
إرسال تعليق